تعيش إيران هذه الايام هاجس الهجوم الاميركي الذي يتوقع ان يكون مباغتاً لمنشآتها النووية، فيما كشفت صحيفة بريطانية امس ان واشنطن بصدد الضغط على الدول الاوروبية لتشديد العقوبات المالية ضد طهران.الا ان مسؤول الملف النووي الايراني علي لاريجاني شدد على ان احتمال تعرض إيران لهجوم اميركي على منشآتها النووية “ضئيل جداً” وفق ما ذكرت وكالة“مهر” امس.
وقال لاريجاني “إن احتمال شنّ هجوم أميركي ضئيل جداً، إنها بالاحرى حرب نفسية ولو ان قواتنا المسلحة متأهبة لمواجهة أي خطر”.
ونفى لاريجاني حصول أي تغيير في السياسة النووية الايرانية. وقال “ان الذين تهوروا وأرسلوا ملفنا الى مجلس الامن كانوا يظنون أن في وسعهم التأثير على إرادتنا لكن هذا لن يكون له أي تأثير على تصميمنا”.
وأضاف “ان هذه الدول لن تحقق شيئاً بمثل هذه الوسائل. هذه المسألة لا يمكن حلها إلا من خلال الحوار”.
أما الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي فقد دعا من جهته، الى عدم الانفعال لخفض التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وبلاده بشأن برنامجها النووي.
وقال خاتمي في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس “أرجو ان يكونوا قادرين على إدارة الموقف. اننا في أمس الحاجة الى الصبر والتفاهم وعدم الانفعال بشدة”.
وامتنع خاتمي عن التعقيب على قرار حظر مجموعة من مفتشي الوكالة الدولية الذين قال دبلوماسيون إنهم جميعهم غربيون، وذلك في اشارة الى منع إيران 38 مفتشاً تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية من العمل في البلاد هذا الاسبوع.
وقال خاتمي للصحافيين بعد حضور مناقشات لجنة عن التوقعات بالنسبة للعراق “بدلاً من المواجهة سيكون من الافضل التعاون وإجراء حوار مع إيران وسوريا”.
وكانت الولايات المتحدة قد حثت إيران على الجلوس معها في محادثات بشأن برنامجها النووي أو مواجهة عقوبات أشد، اذ أبلغ مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مجلس الامن يوم 21 شباط بأن طهران لا تلتزم بمطالب الوكالة.
إلى ذلك، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” الصادرة امس أن الولايات المتحدة ستمارس ضغوطاً متزايدة على أوروبا هذا الأسبوع لحضها على توسيع العقوبات المالية لمعاقبة إيران على تسريعها العمل في برنامجها النووي.
غير أنها اشارت الى ان الخطوة الأميركية تواجه مقاومة أوروبية. وقالت إن نائب وزير المال الأميركي روبرت كيميت “حاول في بروكسل إقناع الاتحاد الأوروبي محاكاة القرار الذي اتخذته بلاده هذا الشهر وفرضت بموجبه عقوبات ضد بنك (سباه) الذي تملكه الحكومة الإيرانية وتردد أنه ساهم في تمويل برنامج الصواريخ الإيراني”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تلت إجراءً أميركياً أقل صرامة ضد مصرف (صادرات إيران) الذي اتهمته واشنطن بتسهيل عمليات حزب الله، والذي وضعته واشنطن على لائحة الجماعات الإرهابية.
وأضافت الصحيفة إن الإجراءات التي اتخذتها واشنطن جعلت من الصعب على المصارف الإيرانية التعامل بالدولار بعدما قطعت أي صلة لها بالنظام المالي في الولايات المتحدة، وتأمل أن يتخذ الأوروبيون إجراءات مشابهة لتضييق الخناق على إيران.
لكنها اشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعارض مثل هذه الخطوة ويشدد مسؤولوه على أن هناك صعوبة قانونية أمام فرض عقوبات ضد المؤسسات أو الأفراد غير المدرجة على لائحة القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الشهر الماضي ضد إيران وفرض بموجبه عقوبات ضد 10 شركات سماها وقال إن لها علاقة ببرامج إيران النووية والصاروخية.
وكان مجلس الامن قد صوّت لفرض عقوبات على تجارة إيران في المواد والتكنولوجيا النووية الحساسة في محاولة لوقف أنشطة التخصيب التي يمكن أن تؤدي الى إنتاج مواد قنبلة نووية.
(اف ب، رويترز، يو بي آي)