نائب الرئيس العراقي يصف قرار الاحتلال الأميركي ــ البريطاني لبلاده بـ“الأحمق” هيمنت قضايا الشرق الأوسط على اليوم الثاني من أعمال منتدى دافوس، أمس، حيث احتلّ الجدل العراقي الحيّز الأكبر من النقاشات عبر وصف نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي احتلال الولايات المتحدة للعراق بـ“القرار الأحمق”. في وقت جرت فيه مباحثات حول قضايا متعدّدة، بدأت بجدوى مكافحة الإرهاب في باكستان، وصولاً إلى محاور الاقتصاد وتحضير جداول النقاش لمنظمة التجارة العالمية ومتفرّعات النفط، وبقيت قضيّة إيران، وعلى ما يبدو ستستمرّ، في صلب المواضيع اليوميّة.
واعتبر نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، أمس، أنّ الأمور بدأت تتوضّح حول كيف أنّ قرار احتلال قوّات التحالف الأميركي ــ البريطاني للعراق هو “أحمق”، مشيراً إلى أنّه، منذ الغزو في آذار عام 2003، “ارتكبنا الكثير من الأخطاء والولايات المتحدة أيضاً ارتكبت الكثير منها” التي غذت العنف في البلاد، وأضاف: إنّ من بين الأخطاء التي ارتكبها العراقيون أنفسهم هناك “توزيع الحقائب الوزارية على مختلف الطوائف، ما سرّع في انقسام البلاد بين سنّة وشيعة وأكراد”.
وبما يتعلّق بمستقبل بلاد الرافدين، دعا السياسي العراقي إلى شراكة بين بلاده والدول الستّ المجاورة، وأعرب عن
“تأييده الكامل لمشاركة جيراننا بما فيهم إيران وسوريا في طاولة مستديرة، لا تبحث في العراق وحسب، بل أيضاً في رؤية شاملة للمنطقة برمّتها”، مضيفاً، أنّ اقتراحاً من هذا القبيل “سيؤمّن لطهران وضعاً جيداً إذا أرادت الانضمام إلى جيرانها”.
وشدّد عبد المهدي على أنّه “لا بدّ من أن تنفرد الدولة وحدها بالقوّة المسلّحة. ولا يجوز أن تملك أية منظمّة أخرى السلاح”، ورأى أنّه «إذا ما تمكنّا من كسب هذه الحرب في بغداد، فسنتمكن من تغيير مسار الأحداث”.
من جهته، أعلن عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي السابق عدنان الباجه جي، الذي يشارك في المنتدى، أمس، أنّه سيطلب قوّة تابعة للأمم المتحدة “كملاذ أخير” في حال انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وقال الباجه جي، الذي يُعتبر سياسياً قومياً ذا توجهات علمانية، إنّ “القوات المتعددة الجنسيات المتمركزة حالياً في العراق يجب أن تضطلع بالمسؤولية الرئيسية خلال فترة انتقالية ضرورية، إلى أن يحين الوقت الذي تتمكّن فيه القوات العراقية من معالجة الملف الأمني”.
وعلى صعيد آخر، دعا الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، في إطار «دافوس»، أمس، إلى عدم الانفعال لخفض التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وبلاده بشأن برنامجها النووي، وقال “أرجو أن يكونوا قادرين على إدارة الموقف (الطرفين) لأنّنا في أمسّ الحاجة الى الصبر والتفاهم وعدم الانفعال بشدة”.
ومن جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز، المشارك في المنتدى، أمس، أنّ بلاده أصبحت منطقة محرّمة على الإرهابيين، وأنّها حاربت تهديد الإرهاب “بفعالية كبيرة”، وقال إنّه “من بين الأشخاص (“الإرهابيّين”) الذين حُدّدت أسماؤهم، فإنّ الحقيقة هي أنّ أحداً لا يعرف مكانهم. وإذا عرف أيّ شخص مكانهم فإن النظام (الباكستاني) والعالم سيتعقبهم”.
(د ب أ، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)