مقديشو ــ “الأخبار”
رأى رئيس أركان الجيش الصومالي، الجنرال إسماعيل قاسم ناجي، لـ«الأخبار» أمس، أن بإمكان قواته المحدودة العدد والعتاد أن تتولى نيابة عن القوات الإثيوبية المنسحبة مهمة حفظ الأمن والاستقرار في البلد الذي لطالما عانى من حرب أهلية مدمرة طوال السنوات الست عشرة الماضية.
لكن الجنرال ناجي، ذا الأصل اليمني، عبر عن تفاؤله حيال نجاحه في هذه المهمة التي تتطلب الى جانب تسليح جيشه الصغير العدد، إعادة تأهيل الآلاف من عناصر الميليشيات المسلحة “الذين تخلوا عن عملهم السابق والتحقوا بمعسكر تدريب خاص خارج العاصمة الصومالية حتى يصبحوا جنوداً محترفين في الجيش الصومالي الوليد”. مؤكداً عدم وجود مدربين أميركيين أو إثيوبيين في المعسكر المذكور.
وأوضح ناجي أن جيشه يفتقر إلى المقومات المعتادة لأي جيش نظامي “مثل سلاح الطيران الذي يضمن تفوقه الجوي في المعركة الى جانب افتقاد قواته لسلاح البحرية والمدفعية الثقيلة”. وأعرب عن ثقته الكبيرة في نجاحه رغم هذه الظروف في إعادة تكوين جيش صومالي قادر على السيطرة على الأمور وضبط الأمن والاستقرار في العاصمة مقديشو .
ولفت ناجي الى أن الرئيس الصومالي عبد الله يوسف حريص على نجاح القوات العسكرية الصومالية في مهماتها الموكلة إليها. ورأى أن المحاكم الشرعية الإسلامية “انتهت تماماً ولم تعد قادرة على إيذاء أحد في الصومال إلا عن طريق مثل هذه العمليات الإرهابية”.
ونفى ناجي أن تكون “المحاكم” قد نجحت “في خطتها لإشعال حرب شوارع ضد القوات الصومالية والإثيوبية بعد هزيمتها الدراماتيكية وانهيار سيطرتها على كافة المدن التي خضعت لها خلال الأشهر الستة الماضية”، مستبعداً حصول ذلك. وقال إن “فلول ميليشيات المحاكم تحاول بأي طريقة عرقلة المساعي الرامية الى تحقيق الأمن، لكننا مصرّون على القضاء عليهم، وسننتصر في نهاية المطاف، وسيعود الصومال الى أخذ مكانه الإقليمي والعربي”، مضيفاً أن قيادات المحاكم الإسلامية فرّت الى الخارج، وبعضهم يتحرك على طول الحدود بين كينيا والصومال.
لكن ناجي أشار الى وجود بعض عناصر هذه الميليشيات في العاصمة، وقال “نحن نطاردهم، لكننا لا نريد أن ندخل بعض المناطق بدون معلومات تامة”.
ونفى ناجي وجود قوات أميركية في الصومال، معتبراً أنه ليس في حدود علمه أي تواجد عسكري أميركي على الأراضي الصومالية. ورأى أن مهمة القوات الإثيوبية محدودة ومرهونة بنشر قوات حفظ السلام الإقليمية، التي قال إنها ضرورية لمساعدة القوات النظامية التابعة للسلطة الصومالية على فرض النظام في كافة أنحاء البلاد. وأضاف: “نحن على الطريق لإقامة الأمن والاستقرار في الصومال بعد 16 عاماً من الحرب الأهلية والقتل والجوع ونسعى لفرض سيطرتنا على كامل الأراضي الصومالية”.
وسقطت قذائف هاون على منطقة سكنية في مقديشو وقتل رجلان بالرصاص ليلاً في أحدث أعمال العنف في المدينة.
من جهة ثانية (رويترز)، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنوب أفريقية، سام مكوانازي، إن بلاده لن تسهم بجنود في قوة حفظ السلام الأفريقية في الصومال، لكنها ستبحث وسائل أخرى للمساعدة في إشاعة الاستقرار في البلد. وأضاف “إن وزير الدفاع موسيوا ليكوتا اتخذ القرار بعد مراجعة التزامات قوات حفظ السلام في الخارج التابعة لجنوب أفريقيا، التي تشمل قوات في بوروندي والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وبعثات أصغر في ساحل العاج وإثيوبيا وأريتريا”.