بوش: سياستنا في العراق تقوم على حماية جنودنا
على حين غرّة، وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى العاصمة العراقية بغداد أمس لتفقد أوضاع جيش الاحتلال الأميركي والخطة الأمنية فيها عن كثب، في ظل اشتداد المعارضة الديموقراطية والجمهورية على حد سواء للاستراتيجية الجديدة، بينما يستعد القائد الجديد للقوات الأميركية في العراق دايفيد بيتراوس للتوجه الى هذا البلد، بعدما تلقى أمر اليوم من الرئيس الأميركي جورج بوش بالتصدي لكل من يهاجم الأميركيينوقرر مجلس الشيوخ الأميركي أمس تثبيت تعيين الجنرال بيتراوس على رأس قوات الاحتلال في العراق. وحصل بيتراوس، الذي يخلف الجنرال جورج كايسي في هذا المنصب، على دعم 81 سيناتوراً من أصل مئة عضو في مجلس الشيوخ.
وتعقيباً على حصول بيتراوس على ثقة الكونغرس، أشار رئيس لجنة القوات المسلحة السيناتور الديموقراطي كارل ليفن الى أن بيتراوس «يعتقد أن الاستراتيجية العسكرية في العراق ستنجح»، مضيفاً «اني أصلّي ليكون على حق».
وأعرب ليفين عن «قلقه من استراتيجية تستند الى وجود عسكري متزايد، في حين أن الخبراء يقولون، الواحد تلو الآخر، إن لا حل عسكرياً للعراق».
وفور تثبيت تعيينه، التقى بيتراوس ببوش، الذي كرر تحذيره من أن الجيش الأميركي «سيتصدى لكل من يحاول مهاجمة جنودنا، أو منعهم من تحقيق أهدافهم، أو قتل أبرياء في العراق»، موضحاً أن السياسة الأميركية في هذا البلد «تقوم على حماية الجنود».
في الوقت نفسه، شدد بوش على أنه «من الخطأ التفكير أن هذه الجهود تعني حرباً مقبلة مع إيران»، موضحاً أن البعض «يحاولون القول إنه لأننا نساعد أنفسنا في العراق عن طريق وقف النفوذ الخارجي، فإننا نرغب في أن نوسّع هذه المسألة الى ما وراء الحدود».
وتابع الرئيس الأميركي إن «هذا مجرد افتراض ليس دقيقاً».
وفي بغداد، التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس رئيسة مجلس النواب الأميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي، التي وصلت الى العراق في زيارة غير معلنة، لبحث الخطة الأمنية الجديدة.
وأشارت الحكومة العراقية، في بيان، الى أن المالكي شدد، خلال اللقاء، على أن «هذه المواجهة لا تعتمد على القوة العسكرية فقط، إنما تتحرك على تفعيل الخيار السياسي»، مضيفاً ان «العملية ستستهدف كل الخارجين على القانون، بعيداً عن انتماءاتهم المذهبية والقومية».
ونسب البيان الى بيلوسي قولها إنها تدعم «التجربة الديموقراطية في العراق، وعملية نقل المسؤوليات الأمنية» الى العراقيين، موضحة أنها «لن تعارض أي جهد تقوم به الإدارة الاميركية، من شأنه أن يسرّع عملية نقل كامل المسؤولية الى القوات العراقية».
ويرافق بيلوسي عدد من رؤساء اللجان في الكونغرس، بينهم رئيس لجنة القوات المسلحة ايك سكلتون، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية توم لانتوس، ورئيس لجنة الاستخبارات سيلفستر ريس.
وفي السياق، أعلن مسؤول في السفارة الأميركية في بغداد أن بيلوسي «لا تخطط لأي ظهور علني».
في غضون ذلك، انتقد السيناتور الديموقراطي جيم ويب السياسة الأميركية في العراق، متسائلاً «إلى أي حدّ الولايات المتحدة هي فعلاً مسؤولة عن عملية إعادة الإعمار بكاملها في العراق؟».
وكان بوش قد أعلن في استراتيجيته الجديدة أنه سيطلب من الكونغرس ميزانية إضافية بقيمة 1.2 مليار دولار لعملية إعادة إعمار العراق.
بدوره، تعهّد السيناتور الجمهوري جون وارنر بالسعي من أجل إجراء تصويت على مشروع قانون ينتقد خطة بوش، إنما يؤيد الدعوة إلى إرسال المزيد من القوات الى محافظة الأنبار.
ويسلم اقتراح وارنر بأن بوش «هو القائد الأعلى»، لكنه يرى أن أعضاء الكونغرس يختلفون مع خطته الجديدة بشأن العراق. وقال وارنر إنه في محافظة الأنبار «نشتبك مع تنظيم القاعدة، لكن في بغداد يخطط بوش لإرسال مزيد من القوات الأميركية في وسط معركة طائفية».
كما اتهم السيناتور الديموقراطي جاي روكفيللر نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني بـ«محاولة التأثير على الرئيس السابق للجنة الاستخبارات في الكونغرس السيناتور الجمهوري بات روبرتس، في مسعى لتأخير اللجنة عن التوصل إلى أي نتيجة تتعلق بالتحقيق الذي تجريه» حول العراق. وقال روكفيللر إن ضغوطاً «مستمرة» كانت تمارس على روبرتس، بينما نفى تشيني صحة هذه الاتهامات. ولم يكتمل تقرير اللجنة بعد مرور سنتين من الموعد المحدد لتسليمه.
على صعيد آخر، اتهم رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني قوات الاحتلال بـ«التحرش الجنسي بالبرلمانيات العراقيات، خلال دخولهن إلى المنطقة الخضراء».
وقال المشهداني، في حديث تلفزيوني، إن «جنود الاحتلال يُسمعون البرلمانيات العراقيات كلمات نابية وجنسية».

ميدانياً، لقي 24 عراقياً حتفهم وأصيب 68 آخرون بجروح في هجمات متفرقة في الموصل والحويجة وكركوك وبغداد، حيث أعلنت الشرطة العراقية أنها عثرت على «40 جثة مصابة بطلقات نارية في أحياء متفرقة» من العاصمة.
وأعلن جيش الاحتلال الأميركي أمس العثور على جثث أربعة من جنوده في كربلاء كانوا قد اختطفوا في وقت سابق. كما أعلن عن مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في اتفجار عبوة ناسفة بدوريتهم. كذلك، «توفي أحد جنود المارينز، من الفريق القتالي السادس، متأثراً بجروح أصيب بها خلال عمليات قتالية في محافظة الأنبار غربي العراق».

منعت قوات الأمن العراقية أمس الزعيم السني العراقي عدنان الدليمي من صعود طائرة متجهة الى عمان لفترة قصيرة قبل أن تسمح له مع ابنه والنائب ظافر العاني بالمغادرة.
وقال العاني: إنه تم إبلاغهم، عندما كانوا يستعدّون لصعود الطائرة، بأن «هناك مذكرة اعتقال ضد منقذ (ابن الدليمي)، وبعد ذلك ألغيت، واستقلوا جميعاً الطائرة».
(رويترز)