طهران ـــ محمد شمص
طهران “تدرس رسائل” تلقتها من “مسؤولين أميركيين”
حظيت زيارة رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف الى طهران بأهمية وعناية خاصة، لجهة حساسية الدور المناط بهاتين الدولتين في مواجهة تمدد مشروع الشرق الأوسط الجديد الأميركي في المنطقة، ذلك أن روسيا تعدّ إيران أهمّ وآخر حصن من حصونها للدفاع أمام توسّع الإمبراطورية الأميركية التي تمثّل منافساً قوياً لها.
وتنظر إيران إلى روسيا كحليف استراتيجي “يمكن أن يكملا بعضهما بعضاً اقتصادياً وسياسياً، ويمثّلا قطباً صلباً ومحوراً مركزياً”، وفق ما ذكر مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي الخامنئي أثناء استقباله إيفانوف، الذي التقى أيضاً الرئيس محمود أحمدي نجاد.
وشدد خامنئي، أمام ضيفه الروسي الذي سلمه رسالة من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، على أن “التعاون الإيراني الروسي في حل مشاكل دول المنطقة وفي إطار واضح يمكن أن يمنع تحقّق المشاريع والخطوات المستقبلية للإدارة الأميركية”.
بدوره، أشار إيفانوف الى بعض مضمون رسالة بوتين بالقول“إن القيادة الروسية تعتقد بضرورة توطيد العلاقة مع إيران، وتوسيع تعاونها معها في مناقشة قضايا المنطقة وعلى الساحة الدولية”.
وخلال لقائه وزير الخارجية منوشهر متكي، شدد إيفانوف على التزام بلاده إكمال محطة بوشهر النووية في الموعد المحدد، قائلاً “إن روسيا مصممة على الوفاء بهذه الالتزامات”.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، شدد إيفانوف على «أن حل القضية النووية الإيرانية لا يمكن أن يكون عبر الوسائل العسكرية”، داعياً الى ضرورة العودة الى طاولة التفاوض والحوار. وأضاف إن هناك مساعيَ لإقناع الأطراف المعنية بمبادرة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الداعية الى تعليق تخصيب اليورانيوم بالتزامن مع وقف تنفيذ القرار الدولي 1737 القاضي بفرض عقوبات على إيران .
وفي شأن وصول رسائل أميركية جديدة الى إيران، قال لاريجاني إن مثل هذا الرسائل كانت موجودة ومستمرة لكنها لا تتعلق بالملف النووي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجيه الإيرانية محمد علي حسيني قال، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس،“لقد تلقينا رسالة من بعض المسؤولين الأميركيين وهذه الرسالة قيد الدرس”. وأضاف إن “رسالة وزير الخارجية الإيراني التي بعث بها الى أعضاء مجلس الأمن الدولي تدعو الى الحوار وعدم تعقيد موضوع البرنامج النووي السلمي الذي تعتمده إيران”. وحذّر من أن الضرر سيلحق بالجميع.
ونفى المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية حسين سيمورغ أن تكون إيران قد بدأت بتثبيت ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في مصنع ناتنز، وذلك في إشارة الى ما ذكره المسؤول في مجلس الشورى علاء الدين بورودجردي في وقت سابق في هذا الشأن.
في هذا الوقت (د ب أ، رويترز)، وصل فريق جديد من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤلف من 3 أشخاص، الى إيران أمس لتفقّد منشآت أصفهان وناتنز وآراك، حسبما ذكرت وكالة أنباء “فارس” نقلاً عن مسؤولين في طهران لم تسمّهم.
إلى ذلك، قال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، في حديث مع مجلة “نيوزويك”، “عندما نرسل على سبيل المثال حاملة طائرات أخرى الى الخليج كما قال الرئيس مؤخراً فإن ذلك يبعث بإشارة قوية جداً إلى كل من في المنطقة على أن الولايات المتحدة هنا للبقاء وأن لدينا بشكل واضح قدرات كبيرة وأننا نعمل مع الأصدقاء والحلفاء وأيضاً المنظمات الدولية للتعامل مع الخطر الإيراني”.