دعا الملك السعودي عبد الله، أمس، زعيمي حركتي “فتح” و“حماس” إلى إجراء محادثات “طارئة” في مدينة مكّة، لتدارك الانزلاق الأمني، بعدما كان حذّر أول من أمس من مخاطر الفتنة السنية الشيعية، مشيراً إلى أن المملكة تدرك “أبعاد عمليات التشيّع”. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الملك عبد الله قوله “أدعو أشقائي من الشعب الفلسطيني الشقيق، مُمَثلين في قادته، إلى وضع حدّ فوري لهذه المأساة. وأدعوهم، ولا فرق بين طرف وآخر، إلى لقاء عاجل في وطنهم الشقيق لبحث أمور الخلاف بكلّ حيادية، من دون تدخّل من أي طرف آخر”.
وأضاف الملك عبد الله أنّ “الاقتتال الداخلي قد يعرّض جهود إقامة دولة فلسطينية للخطر”، مشيراً إلى أنّ “الخلاف بين الأشقاء لا يحتمل ما يحدث، وإن لم يضع له العقلاء في فلسطين حداً حاسماً وفورياً، فسيستنزف كل طاقاتنا ليقضي على كل المنجزات النضالية الفلسطينية وسيحرم الشعب الفلسطيني الصامد من كلّ أمل في نفض جحيم الاحتلال الصهيوني الغاشم، وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة”.
وتابع الملك السعودي أنّ “ما يحدث في أرض فلسطين لا يخدم غير أعداء الأمّة الإسلامية والعربية، ويضع ألف علامة استفهام أمام المجتمع الدولي، الذي ينظر باحترام لعدالة قضيتنا”، مضيفاً “إنّنا في المملكة العربية السعودية، ليُدمي قلوبنا ما يحدث في فلسطين، من أفعال استهدف الأخ فيها أخاه فأُريقت الدماء وسُفكت”.
وكان الملك السعودي قد حذر في مقابلة نشرتها صحيفة “السياسة” الكويتية أول من امس، من مخاطر الفشل في تهدئة التوترات بين السنة الشيعة. وقال “إنه في ما يتعلق باستغلال الدين وتأجيج الصراع المذهبي بين السنة والشيعة، فإننا نأخذ الامر على سبيل الحذر ولا نأخذه على سبيل الخطر”.
واستطرد “اذا عرفنا كيف نتعامل مع هذا الحذر، فسيكون الامر جيداً ولن يكون هناك خطر، لكن اذا فشلنا فقد تقع المخاطر التي قد تضرب هنا او هناك”.
وقال الملك عبد الله “نحن نتابع هذا الأمر، وعلى علم بأبعاد عملية التشيّع والى اين وصلت. لكننا نرى أن هذه العملية لن تحقق غرضها لأن أكثرية المسلمين الساحقة التي تعتنق مذهب أهل السنة والجماعة لا يمكن ان تتحول عن عقيدتها ومذهبها، وفي آخر الأمر فإن الكلمة هي كلمة أكثرية المسلمين، والتي تبدو المذاهب الأخرى غير قادرة على اختراقها أو النيل من سلطتها التاريخية”.
وشدّد الملك عبد الله على ان “إيران دولة جارة ومسلمة وقد نصحت (رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني) علي لاريجاني وأفهمته أن سياسة المملكة تقتضي بألّا تتدخل في شؤون أحد ولا تساعد أي أحد يعادي أحداً، سواء كانت إيران أو غيرها، والمملكة لا تريد، في المقابل، أن يعاديها أحد أو يعادي أشقاءها في مجلس التعاون أو دول العالم العربي، المرتبطة معها باتفاقات أمن مشترك”.
ونفى الملك عبد الله ما تردد عن وجود شقاق داخل العائلة المالكة. وقال إن ظهور عدد كبير من الشخصيات البارزة في العائلة الحاكمة لدى عودة احد الامراء من مستشفى بريطاني، والذي ابرزته وسائل الاعلام، استهدف تبديد أي حديث عن وجود خلافات.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ)