القاهرة ــ خالد محمود رمضان
أحدثت التطورات الميدانية في لبنان والأراضي الفلسطينية اختراقاً دبلوماسياً هو الأول من نوعه منذ نحو ستة أشهر، تمثّل في اتصال هاتفي بين الرئيسين: المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد.
وفيما قال بيان رسمي سوري إنه جرى خلال هذا الاتصال بحث الاقتتال الدائر في الأراضي الفلسطينية وكيفية التحرك لوقفه، فإن مؤسسة الرئاسة المصرية التزمت الصمت ولم تفصح عن تفاصيل عمّا حواه.
وقالت مصادر عربية وثيقة الصلة بالسلطات السورية، لـ«الأخبار»، إن قمة مصرية سورية قد تعقد خلال اليومين المقبلين لاحتواء التوتر الذي يسود العلاقات المصرية ــ السورية منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان العام الماضي.
وكان مقرراً أن يقوم الأسد بزيارة إلى القاهرة الأسبوع الماضي بعد زيارته إلى قطر، التي أجرى أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أخيراً محادثات مع الرئيس المصرى في إطار محاولة التوسط بين القاهرة ودمشق.
وتقول مصادر غير رسمية إن الاتصال الهاتفي بين مبارك والأسد من شأنه أن يعيد التوازن إلى العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن القاهرة ترى، بخلاف الرياض، خطورة الاستمرار في سياسة مقاطعة دمشق بسبب تطورات الملف اللبناني.
وقال مصدر في وزارة الخارجية المصرية، لـ«الأخبار»، إن «دمشق عاصمة عربية مهمة لا يمكن تجاهلها»، ملمحاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقاً مصرياً سورياً في ما يتعلق بالملفات: اللبناني، الفلسطيني والعراقي.
وأجرى مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، أمس، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية، أعرب خلاله عن قلقه لما يجري من أحداث مؤلمة على الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى حرص مصر على بذل كل الجهود من أجل تطويق الأحداث ووقف النزف.