strong>زعيم «جند السماء» لبناني الأصل أم عراقي يدّعي أنه «اليماني»؟
لم تتضح بعد حقيقة مواجهات النجف بين «جند السماء» والقوات العراقية، مدعومة بالاحتلال الأميركي، في ظل سيل من التصريحات المتضاربة في شأن هوية الجماعة وانتمائها وارتباطها وأهدافها؛ ووسط أنباء عن مؤامرة كانت تستهدف المراجع الشيعة الأربعة في النجف، أو تنظيم شيعي مقاوم يعمل في السر.
وقالت مصادر أمنية في محافظة النجف، للـ«أخبار»، إن «تنظيم القاعدة ومقاتلين عرباً وأجانب كانوا مشاركين في الاشتباكات التي دارت في منطقة الزركة شمالي شرقي النجف»، موضحة أن القوات العراقية «أحبطت محاولة لتنظيم القاعدة لإسقاط مدينة النجف، واحتلال ضريح الامام علي في يوم عاشوراء».
ونقلت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء «نينا» عن مصادر أمنية قولها إن «تنظيم القاعدة، بالتعاون مع البعثيين، قام قبل أشهر بشراء مزارع في منطقة الزركة، حيث أدخلوا معدات عسكرية وأسلحة متوسطة وثقيلة، وبدأوا بالتجمع في المنطقة». وأضافت إن المسلحين «خليط من عراقيين وعرب؛ من جنسيات سورية وسعودية وسودانية، يهدفون الى مهاجمة مدينة النجف في اليوم العاشر من محرم، عندما تكون المدينة شبه خالية، لأن مواطنيها يكونون في مدينة كربلاء»، حيث مرقد الإمام الحسين.
بدوره، كشف نائب محافظ النجف، عبد الحسين عبطان، عن أن «جند السماء تنظيم كبير ومعقد، ظاهره شيعة وباطنه غير ذلك، وهو تنظيم عقائدي لديه خبرة طويلة في القتال، وإمكانات عسكرية كبيرة، تلقّى أفراده تدربيات رفيعة المستوى نظراً لتصرفهم أثناء الهجوم»، مشيراً الى وجود معلومات تؤكد أن «الشخص الذي يقود التنظيم لبناني الأصل».
لكنّ مسؤولاً آخر في مكتب محافظ النجف أعلن أن زعيم المجموعة «عراقي الجنسية، اسمه الحقيقي سامر ابو قمر، وهو من نواحي الديوانية، لكنه اتخذ لنفسه اسم علي بن علي بن أبي طالب»، موضحا أنه «قُتل خلال الاشتباكات».
كذلك، أعلن عبطان أن التنظيم يضم مصريين «تمكن اثنان منهم من الفرار، لكننا قبضنا على سوداني وعدد من الأفغان».
وكان متحدث رسمي باسم محافظة النجف قد أعلن مقتل «ما لا يقل عن 300 مسلح، وأسر 13 آخرين» خلال معارك أول من أمس. لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري أعلن أمس أن عدد القتلى بلغ «نحو 200 مسلح، فيما تمكنت القوى الأمنية من اعتقال 120 منهم، ومصادرة 500 قطعة سلاح و11 مدفع هاون، فضلاً عن عربات عسكرية وسيارات، ووثائق مهمة».
وتضاربت الأنباء في شأن المجموعة المسلحة، اذ أشار متحدث باسم عشائر عراقية في المنطقة الى أن قائدها يدعى «أحمد بن الحسن، يدّعي أنه اليماني (شخصية دينية شيعية تمهد لظهور الإمام المهدي المنتظر)، وسبق أن كان له مقر في ظهر مسجد السهلة في مدينة الكوفة، حيث قامت القوات الإسبانية بمداهمته في ربيع عام 2004، عندما كان يطلق على نفسه آنذاك اسم ابو كمر اليماني، قبل انتقاله الى مدينة البصرة».
بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن «هناك ارتباطات وخيوطاً إرهابية داخلية، وأيضاً خارجية» للجماعة المسلحة، موضحا أن «كمية السلاح الموجودة توحي أنها تحظى بدعم ليس بسيطاً».
في هذا الوقت، دان زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم، في خطاب ديني وسط بغداد، «تهجير وقتل السنة، كما تهجير وقتل الشيعة»، معتبراً أن «الذين يتآمرون على الشعب العراقي اليوم ليسوا المواطنين السنة، وانما هم مجموعات تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية، لتقويض التجربة والتحولات الجديدة في العراق».
وأوضح الحكيم أن أعضاء هذه المجموعات «يغلّفون تلك الأهداف والمساعي بغلاف طائفي؛ فيتحدثون باسم السنة من أجل تحشيد طائفي يُدخل المنطقة كلها في أتون نزاع طائفي لا نعرف له حدوداً يتوقف عندها»، داعياً دول الجوار العراقي «الى الكف عن تصعيد التحشيد الطائفي، والمبادرة الى منع ومحاسبة كل الذين يُصدرون من أراضيهم فتاوى القتل ضد الشيعة في العراق، والى محاسبة كل وسائل الإعلام التي تبث من أراضيها سمومها الطائفية في العراق».
وحذّر الحكيم من «أي تصعيد عسكري. فقد نزفنا من الدماء، طيلة العقود الأربعة الماضية، ما لم ينزفه شعب من الشعوب على هذه الأرض»، معرباً عن تأييده للخطة الأمنية في بغداد.
ودعا الحكيم الحكومة العراقية الى «الاعتماد على أبناء هذه القاعدة المليونية، والاستفادة منهم، وإشراكهم في تنفيذ الخطط الأمنية».
على صعيد آخر، صرّح مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي، لصحيفة «واشنطن بوست»، أن «أي خطة تحدّ من قدرتنا على تعزيز قواتنا في الميدان هي خطة للفشل، ويمكن أن تسلّم بغداد الى الإرهابيين والمتطرفين، قبل ان تكون القوات العراقية الشرعية مستعدة لتولي القتال»، مضيفاً إن «هذه نتيجة لا يستطيع الرئيس (جورج بوش) أن يقبل بها».
وقال هادلي إن الاستراتيجية الجديدة لبوش بشأن العراق «صيغت بعد نقاش طويل، وهي الخطة الوحيدة التي من شأنها أن تضع العراق على طريق النجاح»، محذراً من أنه اذا لم يتم التزام الخطة الأمنية «فإن الحكومة العراقية ومؤسساتها الأمنية يمكن أن تتحطم تحت ضغط العنف الطائفي المنتشر وحملات التطهير العرقي وعمليات القتل الجماعي. وبالتالي يمكن أن يمتدّ العنف إلى أنحاء البلاد، وإلى أنحاء المنطقة».
وبحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع وزير الدفاع البريطاني ديس براون «الدور الذي يمكن أن تؤديه القوات البريطانية في البصرة، بعد تسليمها الملف الامني الى القوات العراقية».
وكان براون وصل إلى بغداد مساء الاثنين في زيارة مفاجئة لـ«مناقشة التقدم الذي تم إحرازه في العراق، والتحديات التي تواجه القوات البريطانية، ومتطلبات المرحلة المقبلة».
ميدانياً، لقي 33 عراقياً حتفهم وأصيب 66 اخرون بجروح في هجمات في العاصمة بغداد وضواحيها.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، د ب أ، رويترز)

يعتقد المسلمون الشيعة بظهور شخصية معروفة باسم «اليماني» تسبق ظهور الإمام المهدي، كما تسبق ذلك جملة أحداث تتركز في الشرق الأوسط.
وتشير الروايات الدينية الى أن اليماني (أصله من اليمن) رجل دين ينتسب الى آل بيت الرسول محمد، وأن «رايته أهدى راية»، أي إنه يتزعم حركة عسكرية تقاتل تمهيداً لظهور المهدي.