حذر الرئيس الأميركي جورج بوش، في حديث لإذاعة «ان بي ار» الأميركية أمس، من أنه «إذا كثفت إيران نشاطها العسكري في العراق ضد جنودنا أو ضد أبرياء عراقيين، فإننا سنرد بحزم»، في وقت كشف فيه السفير الإيراني لدى بغداد علي كاظمي قمي عن سعي طهران إلى تفعيل العلاقات مع العراق، متوقعاً أن يرفع ذلك حدة الصراع مع واشنطن.وأشار قمي، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، إلى استعداد بلاده لمد الحكومة العراقية بـ«التدريب والعتاد لدعم عمليات حفظ الأمن، وتحمّل جزء من المسؤولية في ما يخص إعادة الإعمار في العراق».
وأشار القمي إلى أن التعاون الإيراني مع العراق قد يشمل «زيادة حرس الحدود، وإنشاء لجنة أمن مشتركة».
وفي بادرة جديدة من نوعها، أعلن قمي أن إيران «ستفتح قريباً مصرفاً وطنياً في بغداد». وأضاف أن هذا المصرف «هو واحد من سلسلة مصارف أخرى تنوي إيران فتحها».
من جهة ثانية، أقرّ قمي بأن الإيرانيين اللذين تحتجزهما قوات الاحتلال الأميركي في العراق منذ شهر تقريباً، ينتميان إلى «قوات الأمن الإيرانية»، لكنه أشار إلى أنهما كانا «يؤديان مهمة رسمية تقضي بإقامة محادثات مع الحكومة العراقية».
وقلل قمي من أهمية الخرائط التي كانت بحوزة عنصري الأمن الإيرانيين، مشيراً إلى أنها «عامة للغاية، ومتوافرة لدى الجميع، ولا تدل على شيء».
وحذر قمي واشنطن من «نقل التوتر القائم بشأن الملف الإيراني النووي إلى العراق، لأننا لا نريد أن يدفع العراق ثمن العداء مع الأميركيين».
وفي السياق، نقلت الصحيفة تصريحاً للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أشار فيه إلى امتلاك واشنطن «قدراً كبيراً من الأدلة تربط إيران بالهجمات الطائفية داخل العراق»، مشيراً إلى أن إيران تؤدي «دوراً سلبياً في جوانب كثيرة» في العراق.
أما المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو فقد أعلن أمس أن للحكومة العراقية «الحرية في السعي لتوثيق الصلات مع إيران». وأضاف أن إيران «لم تكن بناءة في العراق، لكن الإدارة الأميركية تأمل أن يتغير ذلك»، مضيفاً أن العراقيين «هم من لهم السيادة، وهم من سيتخذون القرارات».
بدوره، انتقد نائب رئيس الوزراء العراقي برهام صالح تصريحات قمي، مشيراً إلى أن «المصالح العراقية الوطنية تقضي بالمحافظة على حسن الجوار مع إيران والدول المجاورة الباقية، لكنها تتطلب مزيداً من الاحترام لسيادة العراق».
(نيويورك تايمز، أ ب، أ ف ب)