القاهرة ــ الأخبار
فيما تتوقع أوساط عربية تدهور العلاقات المصرية ــ الإيرانية على خلفية تباين وجهات النظر حيال الأوضاع في كل من لبنان والعراق، يسعى دبلوماسيون مصريون وإيرانيون إلى احتواء اللغط الذي أثاره تراجع وزارة الخارجية المصرية عن نفي خبر كانت قد نشرته صحيفة «الأهرام» الرسمية، قبل يومين، نقلاً عن مصدر دبلوماسي اتهم إيران بالضلوع في مقتل القائم السابق بالأعمال المصري في العراق إيهاب الشريف.
ونشرت «الأهرام» خبرها المثير للجدل فى الصفحة الأولى، ونسبته إلى مراسلها فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث كان وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط يقوم بزيارة رسمية. ويعيد الخبر صياغة رواية ذكرتها صحف مستقلة في القاهرة، ونفتها مصادر في وزارة الخارجية، عن «ضياع الشيفرة السرية للسفارات المصرية في آسيا من مكتب السفير المصري فى إحدى الدول الآسيوية». وتتابع الرواية إن «الشيفرة وصلت إلى سماسرة باعوها لاستخبارات دولة لها وزن إقليمي»، في إشارة إلى إيران التي، بحسب الرواية، «عرفت خط سير إيهاب الشريف، وتمكنت من اصطياده في بغداد».
لم تنكر وزارة الخارجية المصرية، التي نفت الرواية، ضياع الشيفرة السرية، واضطرارها إلى تغييرها بتكاليف عالية، بحسب أبو الغيط.
ووضعت وزارة الخارجية المصرية نفسها في موقف محرج أول من أمس، عندما أصدرت بيانين صحافيين متناقضين، بفارق ساعة واحدة بينهما؛ نفت في الأول نبأً منسوباً إلى مصدر دبلوماسي مصري يتهم فيه الاستخبارات الإيرانية باختطاف الشريف، عندما أشار المتحدث باسمها علاء الحديدي، إلى أن ما نشر في جريدة «الأهرام» في هذا الشأن «لا أساس له من الصحة».
وبعد ساعة واحدة من صدور هذا البيان، عاد الحديدي ليطلب من جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية اعتبار البيان الأول «لاغياً».
بدوره، نفى مصدر دبلوماسي إيراني في القاهرة ما تردد عن استدعائه من وزارة الخارجية المصرية بشكل عاجل لطلب توضيحات عن القضية. وشدد المصدر نفسه على أنه «لم تحدث أي اتصالات مصرية ــ إيرانية في هذا الخصوص مطلقاً»، مقللاً من «تأثير ما حدث» على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
لكن مصادر دبلوماسية عربية قالت لـ«الأخبار» إنها تتوقع «مزيداً من الأنباء السيئة» في ما يخص العلاقات المصرية ــ الإيرانية، مشيرة إلى أن القاهرة «تشعر بالانزعاج من الاستحواذ الإيراني على العراق».
ونقلت المصادر عن مسؤول مصري قوله إن العلاقات مع إيران «مرشحة للتدهور بسبب تزايد النفوذ الإقليمي لطهران في المنطقة العربية، والمخاوف المصرية من تشكيل هلال شيعي على حساب الدول العربية السنية الرائدة».
وعلق مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية على هذه التصريحات بالقول إنها «كذب محض، ولا أساس لها إطلاقاً»، مشيراً إلى أن «نشر صحيفة مصرية رسمية لمثل هذه الأخبار الكاذبة والمغرضة يمس بصدقيتها، ولا يخدم مصالح وأهداف الدول الإسلامية، في ضرورة المحافظة على تضامن ووحدة الشعوب والدول الإسلامية في مواجهة مؤا‌مرات أميركا والكيان الإسرائيلي».
وتابع المصدر الإيراني أن بلاده «تعتبر العمليات التي تنفذ ضد أمن الشعب وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية في العراق إجراءً إرهابياً يصب في إطار الأهداف الصهيونية».