ارتفعت الحصيلة الرسمية لزلزال النيبال إلى 5844 قتيلاً و11 ألف جريح، ويُتوقع ارتفاع الأعداد مع انتشال فرق الإنقاذ المزيد من الضحايا من تحت الركام، ووصولها إلى المزيد من القرى في الأرياف، وذلك في وقت يثير فيه تراجع مخزون المؤن خوفاً وغضباً كبيراً لدى السكان، بينما تتزايد المخاوف من انتشار الأوبئة نتيجة الأوضاع المزرية التي يعيشها آلاف الناجين، وبدء تحلل الجثث المدفونة تحت الأنقاض.
ووجهت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً يوم أمس لإرسال المساعدات إلى ملايين الناجين الذين يعانون من نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية ومياه الشرب في العاصمة كاتماندو والمناطق الريفية النائية. وقالت الأمم المتحدة في ندائها إن النيبال بحاجة إلى 415 مليون دولار لتلبية الحاجات الطارئة، فيما قدرت عدد المنازل المدمرة بـ70 ألفاً، وتلك التي لحقت بها أضرار بـ500 ألف، وذلك في 39 محافظة من أصل 75 في البلاد. وبعد خمسة أيام على الزلزال الذي بلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر، يتواصل ورود المساعدات الدولية، لكن توزيعها يصطدم بصعوبات لوجستية، بينما يعاني الناجون المنهكون من الجوع والعطش. واندلعت مواجهات يوم أول من أمس الأربعاء في كاتماندو بين شرطة مكافحة الشغب وآلاف الأشخاص الناقمين على أداء الحكومة في ظل الكارثة، في وقت أقرت فيه الحكومة بمحدودية قدراتها على التعامل مع تبعات الكارثة الناجمة عن أعنف زلزال يضرب البلاد منذ 80 عاماً.
وفي السياق، أعلن منسق الامم المتحدة المقيم في النيبال جيمي ماغولدريك أن البلاد "تحتاج إلى ثلاثة أشهر من أجل تلبية الحاجات الطارئة، قبل أن تبدأ إعادة الإعمار"، مشدداً على أن عمليات الإنقاذ والإغاثة لا تزال محدودة جداً خارج كاتماندو. "بعض القرى لا يمكن بلوغها إلا سيراً على الأقدام، وأحياناً بعد أربعة أو خمسة أيام؛ وكميات الوقود المخصصة لفرق الإغاثة محدودة"، قال ماغولدريك، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة وجهات أخرى ستوفّر على الفور خيماً لـ500 ألف شخص باتوا بلا مأوى، بالإضافة إلى معدات طبية ومياه ومستلزمات صحية لإغاثة 4.2 ملايين شخص. وتقدّر الأمم المتحدة أن 8 ملايين شخص من أصل إجمالي عدد السكان البالغ 28 مليوناً تأثروا بالكارثة، بينهم 1.7 مليون طفل. وترى السلطات النيبالية أنها ليست بحاجة إلى المزيد من فرق الإنقاذ الأجنبية، لكن مارتين باسرو، سفيرة فرنسا إلى النيبال، قالت إن "الوضع يفوق قدرات السلطات، فالمساعدات الإنسانية تصل من كل الأنحاء. وفي بلد صغير مثل هذا، من الصعب جداً تنظيم الأمور".

(أ ف ب، رويترز)