أظهرت وثائق نشرت للمرة الاولى أمس، أن بريطانيا أعدّت خطة سرية لقطع تدفق مياه نهر النيل لكسر شوكة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر قبل أسابيع من أزمة السويس في عام 1956.وكان القادة العسكريون البريطانيون يأملون عرقلة الاقتصاد المصري وزيادة الضغوط على عبد الناصر، بعدما أمّم القناة، وهي الوصلة الاستراتيجية بين البحر المتوسط والبحر الاحمر.
وطلب رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، السير انتوني ايدن، رؤية الخطة قبل ستة أسابيع من “العدوان الثلاثي”، عندما حاولت القوات البريطانية والفرنسية، بالتنسيق مع إسرائيل، استعادة قناة السويس.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الخطة كانت ستصيب محاصيل الارز والقطن، لكنها لن تسبب مجاعة.
وجاء في وثيقة وزارة الدفاع، التي لا تحمل توقيعاً بل ختم “سري للغاية”، أن “أي اقتراح بشأن تقييد تدفق مياه النيل سيكون له آثار نفسية قوية”.
واقترحت خطة قطع تدفق مياه النيل، التي نشرها الارشيف الوطني في لندن، وقف التدفق عند سد مساقط أوين في اوغندا. وكان من المفترض أن تقلّص بريطانيا، بموجب الخطة، مستويات تدفق المياه في النيل الأبيض بنسبة 78 في المئة.
وتنقل الوثيقة عن المسؤول البريطاني جون هانت قوله انه “ربما كان من الممكن نشر الأنباء بين المصريين الأكثر أمّية بأنه اذا لم يتراجع عبد الناصر، فإن بريطانيا ستقطع تدفق مياه النيل”. وقال: كانت ستكون هناك “عواقب وخيمة” في اوغندا وكينيا وتنجانيقا تشمل فيضانات وقطع الكهرباء.
وتخلت بريطانيا عن الخطة لأسباب، منها أنها ستفتت الاتفاق الدولي وتثير ردود فعل عنيفة وتضر بالمستعمرات البريطانية المطلة على النيل.
وبعد اسابيع من قراءة ايدن للاقتراح، شاركت قوات بريطانية في محاولة لاستعادة قناة السويس. واعترض الرئيس الاميركي آنذاك دوايت ايزنهاور على الغزو وأمرت الامم المتحدة بانسحاب مهين.
وغيّرت هذه الازمة ميزان القوة في الشرق الاوسط، وأكدت تراجع النفوذ البريطاني والفرنسي في المنطقة.
(أ ف ب، يو بي آي)