حوالى 2000 عراقي قضوا في شهر. العراقيون أضحوا أرقاماً في أعين الاحصاءات، والخبر أصبح أقل من ثانوي. بات أمراً اعتيادياً وطبيعة حياة! فهلا يُسأل «المعنيون» كم من مآس وأحزان يكتنفها هذا الرقم؟. رقم كهذا قد يهز العالم إذا سقط في دولة أخرى، غير عربية طبعاً، وقد يغير شكل النظام العالمي، إلا أنه في العراق لا يستحق ثورة على العنف والاحتلالواصل رئيس المجلس الاعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم لملمة الجدل الذي أثارته تصريحات نقلت عن لسانه الأربعاء في عمان، والتي رأى فيها أن السنّةسيكونون «الخاسر الأكبر» في أي حرب طائفية إذا اندلعت، في وقت ارتفعت فيه حصيلة أعمال العنف في العراق نحو 40 في المئة الشهر الماضي عما كانت عليها في شهر تشرين الأول، لتبلغ نحو الفي شخص.
وشدَّد الحكيم، في كلمة أمام المصلّين بعد أداء صلاة الجمعة في جامع الملك حسين في عمان أمس، على أن اندلاع حرب طائفية في العراق «سيحرق الجميع» و«سيؤدي أيضاً الى تهديم الامن في كل المنطقة ودفعها الى متاهات لا يعلم صداها ومداها احد».
وقال الحكيم «اننا حريصون كل الحرص على وحدة العراق أرضاً وشعباً، وقد وقفنا وسنقف امام اي محاولة لتجزئة العراق لأن قوتنا جميعاً تكمن في أن يكون العراق واحداً موحداً».
وطالب الحكيم، الذي يتزعم لائحة «الائتلاف العراقي الموحد»، الدول العربية «التي تهمها وحدة العراقيين وتنشد الاستقرار للعراق بمساعدتنا جميعاً لتحقيق ذلك بالتصدي أولاً لطبيعة المؤامرات التي تنسج ضد العراقيين جميعاً، وبالوقوف ضد الاجهزة الاعلامية التي تروج الفتنة الطائفية في العراق، وآخرها ما نقلته هذه الاجهزة من تصريحات لم أقلها عن اخوتنا السنة في العراق».
وقال الحكيم «إننا نؤكد هنا للجميع، وللعراقيين جميعاً والعرب والمسلمين والقوى الاقليمية والدولية، أن حل المشكلة في العراق لن يتحقق الا في بغداد ومن خلال العراقيين انفسهم، وكل الجهود الاقليمية التي تبذل من هنا وهناك، يجب أن تكون عاملاً مساعداً للحل لا بديلاً من الحل العراقي للمشكلة والمحنة التي يعانيها العراقيون».
وأفاد مصدر مقرب من الحكيم أمس، بأن هذا الأخير سيتوجه الى الولايات المتحدة، حيث من المرتقب أن يلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن بعد غد، موضحاً أن «الهدف من الزيارة بحث الاوضاع في العراق والعملية السياسية والسبل الكفيلة بوقف العنف».
من جهة أخرى، قتل حوالى الفي عراقي وأصيب اكثر من 1500 بجروح في أعمال عنف خلال تشرين الثاني الماضي، بحسب ارقام حصلت وكالة «فرانس برس» عليها من مصادر امنية وطبية عراقية أمس، اي بارتفاع نسبته 40 في المئة مقارنة مع تشرين الاول. وقضى هؤلاء في سلسلة من التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات المسلحة.
وقتل 26 شخصاً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة طاولت مناطق عديدة من العراق أمس، بينهم 14 فلاحاً كردياً قضوا على يد مسلحين قرب سنجار شمالي غرب البلاد، فيما أعلنت مصادر أمنية أن قوة أميركية عراقية مشتركة شنت أمس حملة مداهمات وتفتيش في منطقتي الفضل وباب المعظم، وسط بغداد، وهو ما اسفر عن مقتل جندي وإصابة تسعة اشخاص، بينهم اربعة جنود.
وأفاد الجيش الأميركي امس، بأن أحد جنوده قتل «أثناء أدائه واجباً قتالياً» في بغداد أول من أمس.
في هذا الوقت، ذكرت مصادر مطلعة على مناقشات مجموعة دراسة العراق، التي يرأسها وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر والنائب الديموقراطي السابق لي هاميلتون، أن تقرير اللجنة سيتضمن اقتراحاً بسحب جميع الأفواج القتالية الأميركية المنتشرة في العراق بحلول بداية عام 2008، في الوقت الذي تبقى فيه القوات المولجة تدريب ونصح ودعم العراقيين، واضعة بذلك الهدف لأول تقليص تدريجي رئيسي للقوات الأميركية.
وأوضحت المصادر، لصحيفة «واشنطن بوست»، أن الدعوى لسحب الأفواج القتالية بحلول بداية العام 2008 ستكون هدفاً مشروطاً أكثر منها جدولاً زمنياً ملزماً، وستكون متوقفة على افتراض أن الظروف على الأرض ستسمح بتطبيقها.
غير أن أعضاء اللجنة خلصوا في التقرير إلى أنه من المهم وضع هدف للضغط على القادة العراقيين من أجل قيامهم بالمزيد من العمل الآيل إلى تولي زمام المسؤولية الأمنية في بلادهم. وقال أحد المصادر: «الأمر حقيقة هو حول الانتقال من دور قتالي إلى دور داعم، والإيضاح مبدئياً أن الأمر لم يعد التزاماً مفتوحاً وسنحاول تنفيذ ذلك، سواء أرغب العراقيون أم لم يرغبوا». وأضاف «الجميع يفهم أننا وصلنا إلى نهاية الطريق». وأعلن مسؤول عسكري أميركي امس، أن قوات الامن العراقية ستتسلم المهمات الامنية في شمال البلاد في غضون ثلاثة الى ستة اشهر، الأمر الذي يتيح تقليص عدد القوات الاميركية المقاتلة في هذه المنطقة.
إلى ذلك، غادرت آخر مفرزة إيطالية العراق أمس، في ختام عملية انتشار بدأت في حزيران 2003 تخللتها خسارة 29 جندياً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ، أ ب)