مقديشو ــ خالد محمود رمضان
سلّطت العملية الانتحارية التي وقعت اول من امس عند نقطة تفتيش على مداخل مدينة بيداوة التي تحتضن مقر الحكومة الصومالية الانتقالية، الضوء على ازمة الصومال في ظل محاولات الادارة الاميركية نشر قوات اجنبية في البلاد.
وقال رئيس تنظيم “المحاكم الإسلامية”، التي تسيطر على مقديشو وأجزاء واسعة من البلاد، الشيخ حسن طاهر عويس، إن “تدخل واشنطن في الشؤون الداخلية للصومال أمر غير مبرر وعدائي”. ورأى عويس أمس، أن واشنطن “تسعى إلى تأليب الحكومة الانتقالية على المحاكم بذريعة ما تسميه الحرب على الإرهاب”، محذراً الصوماليين “من خطر السياسة الأميركية في الصومال، والتي تبذل جهوداً لنزع الموافقة من مجلس الأمن على نشر قوات أجنبية فيه بعد المصادقة على مقترحها الرامي إلى رفع حظر السلاح عن البلاد”.
وتساءل عويس عن “سر اهتمام الإدارة الأميركية بالصومال في هذا الوقت الذي يشهد فيه البلد استقراراً كبيراً في جميع المناطق، فيما لم تتدخل عندما كانت البلاد في حال اضطرابات ونزاعات مستمرة تسبب بها أمراء الحرب”.
في هذا الوقت، نفت المحاكم الإسلامية، على لسان المتحدث الرسمي باسمها، عبد الرحمن علي مودي، الاتهامات التي كان نائب وزير الدفاع الصومالي صلاد علي جيلي قد وجهها إليها بشأن تورطها في التفجير الانتحاري الذي نفذته امرأة وشخصان آخران عند نقطة تفتيش على مدخل معقل السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية أول من أمس. وقال مودي إن “الأشخاص الذين ماتوا صوماليون، والجهة الوحيدة المستفيدة من هذا هم الإثيوبيون”.
وجدّد مودي اتهامه للقوات الإثيوبية بتدبير هذه العملية، مشيراً الى أن سيارة الانتحاريين لم تصب أي جندي إثيوبي، وأنها انفجرت بعدما اجتازت جميع نقاط التفتيش التي توجد فيها القوات الإثيوبية. وكانت سيارتان مفخختان قد انفجرتا عند نقطة تفتيش تبعد خمسة كيلومترات خارج بيداوة، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص، بينهم شرطيان وشخصان يشتبه في أنهما المهاجمان.
وقال وزير الإعلام علي جامع، إن “هذا يبدو مثل هجوم إرهابي بغيض، مثل الهجمات التي نشاهدها في أفغانستان والعراق”. غير أنه بدا كأنه يتراجع عن بيانه الاول عن أن اسلاميين مدعومين من تنظيم “القاعدة” هم من نفذوا الهجوم، قائلاً إن “من السابق لأوانه الاشارة بإصبع الاتهام الى أحد”.
إلى ذلك، حث المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى الصومال، فرنسوا لوسيني فول، حكومتها والمحاكم الإسلامية على العودة إلى محادثات السلام رغم هذا الهجوم الانتحاري.
وقال، في تصريحات من العاصمة الكينية نيروبي، إنه “رغم هذا الحادث الذي نندّد به، فإننا لا نزال نعمل مع الجانبين لاستئناف المحادثات”، التي تعثرت في الخرطوم الشهر الماضي.