يبدو أن الشرق الأوسط قد تحوّل إلى ساحة انتخابية لمرشحي الرئاسة الفرنسية، إذ أثارت زيارة المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال إلى بيروت والأراضي الفلسطينية وإسرائيل والمواقف التي أطلقتها، ردود فعل فرنسية، ولا سيما من منافسها وزير الداخلية نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية فيليب دوست بلازي، الذي “نصحها” بعدم الوقوع في “فخ الأفكار البسيطةودعت رويال، بعد لقائها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة، إلى إقامة دولة فلسطينية “قابلة للحياة وإلى أمن دائم لإسرائيل”. وقالت إن “وحدهما السلام والتنمية يمكن أن يبعثا الأمل”. أضافت “إن المبادئ معروفة: من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولة سيدة قابلة للحياة ومن حق إسرائيل أن تتمتع بأمن دائم”، قبل أن تشير إلى أن “المهمة صعبة ومعقّدة لكن الطاقات البشرية أسوة بالإرادة ستؤدي أخيراً إلى تحقيقه”.أضافت رويال “تمكّنت من التحقّق من إحباط ومعاناة الشعب الفلسطيني”، مشددة على أن “البطالة في صفوف الشباب تغذّي التطرف والأصولية”.
وقبل ذلك، دعت رويال، خلال لقاء مع طلاب فلسطينيين، إلى استئناف تقديم المساعدة الدولية المباشرة. وقالت “من الضروري استئناف تقديم المساعدة الدولية إلى الفلسطينيين”.
وأشادت رويال بجهود عباس قائلة “إنني مندهشة بقوته وإرادته وتفاؤله وسط أجواء أقل ما يقال عنها إنها معقّدة، لكنه لا يزال متفائلاً بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها (رئيس الوزراء الإسرائيلي) إيهود أولمرت”.
وفي باريس، حذّر وزير الخارجية الفرنسي المرشحة الاشتراكية من إبداء أفكار “تبسيطية” حول الشرق الأوسط. وقال دوست بلازي، لإذاعة “فرانس إنفو”، معلّقاً على تصريحات رويال، “لقد كتب الجنرال ديغول في مذكّراته: ذهبت إلى الشرق المعقد بأفكار بسيطة، وكيف بالأحرى إن كانت هذه الأفكار تبسيطية”.
ويأتي تحذير الوزير اليميني ليتوّج سلسلة من ردات الفعل في الإعلام الفرنسي حول زيارة رويال.
والواقع أن جميع منتقدي المرشحة ينتمون إلى اليمين الليبرالي، ويفسّر مقرّب من الحزب الاشتراكي هذه الفورة الإعلامية بالصدمة من “الزخم الإعلامي الذي رافق أول زيارة لها”. يتابع أن “توجّه سيغولين في السياسة الخارجية هو بمثابة خط جديد بالنسبة إلى الدبلوماسية الفرنسية”.
ويردد أصدقاء رويال في فرنسا أنها لم ترتكب “أي خطأ ولم تتعثر”، فهي قامت بما وعدت به وتحدّثت إلى الجميع “وهذا ما أرادوا أن تدفع ثمنه”.
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أمس أن رويال وساركوزي يسيران جنباً إلى جنب. وبحسب الاستطلاع، الذي أجراه معهد “ايفوب” ونشرت نتائجه صحيفة “جورنال ديمانش”، فإن 31 في المئة ممن شاركوا فيه أعربوا عن تأييدهم لرويال، في مقابل 30 في المئة أيدوا ساركوزي.
وحلّ زعيم “الجبهة الوطنية” اليميني جان ماري لوبان في المركز الثالث، وحصل على 12 في المئة من أصوات المشاركين.
وأعرب خبراء عن اعتقادهم بأن الفجوة بين المرشحين الاثنين، ستضيق قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع عام 2007.
(الأخبار، أ ف ب، د ب ا)