طغت أوضاع الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وخصوصاً مسألة العراق، على محادثات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع السلطات الإيرانية التي أكدت أمس أن روسيا لم تغيّر موقفها في موضوع البرنامج النووي الايراني.وأعلن مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي أن الحل الوحيد للأوضاع الراهنة في العراق هو دعم الحكومة المنتخبة في هذا البلد، معتبراً، أثناء استقباله رئيس الوزراء التركي، أن تقسيم العراق خطر كبير يهدد المنطقة.
وأشار خامنئي الى “دور أجهزة التجسس الأميركية والصهيونية في زعزعة الأمن واستمرار قتل المواطنين الأبرياء في العراق”، مؤكداً أن “الأميركيين كلما بقوا في العراق فإنهم يغوصون أكثر في هذا المستنقع”.
أما أردوغان فأشار من جهته الى الأوضاع المؤسفة في العراق ولبنان وفلسطين، مؤكداً “ضرورة تعزيز وتفعيل التعاون بين الدول الإسلامية ولا سيما بين دول المنطقة”، واصفاً العلاقات بين إيران وتركيا بأنها “تنمو باضطراد”.
والتقى أردوغان أيضاً الرئيس محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية منوشهر متكي ونائب الرئيس برويز داودي والرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي أكد أهمية التعاون بين تركيا وإيران وسوريا من أجل حفظ الأمن في العراق.
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أنه لم يحصل أي تغيير في موقف روسيا من إيران. وقال، في مؤ‌تمره الصحافي الأسبوعي أمس، إن “روسيا تسعى إلى خفض حدة العقوبات، وإيران أعربت عن ارتياحها للموقف الروسي بسبب الجهود التي بذلتها موسكو وموقف روسيا الذي يختلف عن موقف الآخرين”، مضيفاً إن “هذا الارتياح يُعدّ نسبيا”.
وفي شأن دعم روسيا للمقاطعة المحتملة ضد إيران، قال حسيني “ما طرح حتى الآن هو أن روسيا أعلنت أنها ستوافق على الحظر إذا كان على مستوى نقل الأسلحة النووية”، مشيراً الى أن “هذا المشروع لا يشملنا لأنه ليس لدينا أسلحة نووية وليس لنا أي نشاط في هذا المجال”.
وفي ما يتعلق بجلسة مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) التي ستعقد غداً، قال حسيني إن هذه الجلسة لم تكن حدثاً خاصاً وستكون استمراراً للتحرك السابق.
وفي طوكيو، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أمس إلى التوقف عن تهديد إيران وكوريا الشمالية باستخدام العنف إذا كان يراد من هذين البلدين حملهما على التخلي عن برامجهما النووية. وقال “يجب ألّا نتحدث عن تغيير الحكومة في إيران ولا أن نهدد باستخدام القوة العسكرية ضدها لأننا كلما زدنا الحديث عن ذلك ازداد شعور الإيرانيين والكوريين الشماليين بالخطر وهذا يدفعهم الى التسريع في برامج تسليحهما النووي”. أضاف “لا يزال أمامنا وقت للدبلوماسية .. لا بد من العمل بالجزرة والعصا”.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، اب)