جدد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في دمشق أمس، تأكيد دعم بلاده الكامل للشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، فيما أشار ضيفه إلى استعداد دمشق لتفعيل القرار العربي بكسر الحصار عن الفلسطينيين.ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد تأكيده على “الدعم الكامل للشعب الفلسطيني وتطلعاته إلى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين وضرورة بذل الجهود لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني”، مشدداً على “ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذه الظروف الحساسة”.
واستعرض هنية مع الأسد الأوضاع على الساحة الفلسطينية في ضوء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، منوهاً بمواقف سوريا وما تتحمله من “ضغوط” جراء تمسكها بالثوابت الوطنية والقومية ودعمها غير المحدود للشعب الفلسطيني بما يعزز صموده وتصديه لـ“جرائم إسرائيل ومطامعها العدوانية”.
أما هنية فقال من جهته إن لقاءه مع الرئيس السوري كان “موفقاً”، مشيراً إلى أن دمشق أبدت استعدادها للقيام بكل جهد ممكن من أجل تفعيل قرار وزراء الخارجية العرب برفع الحصار المفروض على الفلسطينيين.
وأوضح هنية أنه شرح للأسد ولنائبه فاروق الشرع “الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والحصار المفروض عليه، وكيف نتعاون جميعاً كدول عربية وإسلامية في كسر هذا الحصار وترجمة قرار وزراء الخارجية العرب في هذا الشأن أخيراً ووضع آليات لتنفيذه”.
وفي رده على سؤال عن مشاورات تأليف حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، قال هنية إن هذا الملف بُحث و«عرضنا رؤيتنا للحوار الفلسطيني الفلسطيني، وأوضحنا الخطوات التي قدمناها من أجل تذليل الصعاب لإنجاح الحوار والتوصل إلى تشكيل حكومة وطنية». وأشار إلى ضرورة عدم استخدام مصطلح «الانسداد والانغلاق» في العلاقات الفلسطينية الداخلية، قائلاً إن «باب الحوار يجب أن يبقى مفتوحاً».
واتهم هنية جهات داخل الساحة الفلسطينية بأنها تريد أن «تغلق باب الحوار، وهي وحدها تتحمل مسؤولية النتائج المترتبة على هذا الموقف».
وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي قال فيها إنه يريد حكومة يؤدي تأليفها إلى رفع الحصار، قال هنية إن «حماس» أبدت «مرونة عالية في الحوارات الأخيرة لأنها تريد تأليف حكومة الوحدة الوطنية بخيارنا وبإرادتنا، وتعبيراً عن فكرنا السياسي، لأنها تريد رفع الحصار عن الشعب».
وقالت مصادر فلسطينية إن اجتماعات هنية في العاصمة السورية تهدف خصوصاً إلى “بحث السبل الكفيلة بكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني مع الإبقاء على خياراته الديموقراطية، التي أوصلت حماس إلى السلطة بموجب الانتخابات التشريعية مطلع العام الجاري”.
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني، محمد مدهون، إن “الأسد والقيادة السورية وافقا على بدء العمل بجواز السفر الفلسطيني الصادر عن الحكومة، كما وافقا على فتح الصفر الدولي مع الأراضي الفلسطينية”.
وأشار مدهون إلى أنه “تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة فلسطينية سورية لدراسة وضع الفلسطينيين في العراق والخروج بآلية لمساعدة هؤلاء من دون أن يكون الحل على حساب سوريا”. وقال إن البحث تطرق أيضاً إلى “الفلسطينيين المعتقلين في السجون السورية منذ مدد طويلة”.
(سانا، يو بي آي، أ ف ب)