strong>علي حيدر
رغم التباين في مواقف المسؤولين الإسرائيليين من اتفاق الهدنة بين اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، الا انهم يجمعون على وصفه بأنه «هش»، ويتم التعامل معه على انه حالة مؤقتة قد يعقبها عدوان عسكري واسع بتغطية دولية. ويبدو أن إسرائيل تعمل على توفير غطاء دولي لأي عملية عسكرية مستقبلية من خلال الإكثار من الحديث عن سياسة ضبط النفس، التي تتبعها في مواجهة صواريخ «القسام».
وكشف عضو الكنيست اوتنيل شنلر (كديما) عن التكتيك الذي يعتمده رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في مواجهة الفلسطينيين بالقول: «إن ضبط النفس الذي نظهره سيزيد بكل تأكيد تفهّم المجتمع الدولي لاحتياجات اسرائيل العسكرية»، معلِّلاً ذلك بأنه «لا يمكننا تجاهل المجتمع الدولي، وإذا أردنا التحضير للجولة التالية، التي ستحدث قريباً، فإننا بحاجة إلى الوقت لإعداد جيشنا ومدنيينا». وعبّر عن اعتقاده «بأن وقف إطلاق النار مؤقت فقط ... واسرائيل سترد على الهجمات الفلسطينية».
وكان اولمرت قد شدد على أن «اسرائيل تريد وقفاً لإطلاق النار، ولكن ذلك لا يتوقف على اسرائيل فقط». واضاف: «سنستنفد أي عملية يمكن أن تعطي دفعة لإطلاق العملية الدبلوماسية، ولهذا السبب نعطي وقف اطلاق النار فرصة». وتابع: «لكن اذا لم تتوقف النشاطات الإرهابية... فسيكون لدينا دائماً الوقت والقدرة والقوة لنقيم رد فعلنا».
في هذا الاطار، رأت المتحدثة باسم اولمرت، ميري ايسين، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي توسط للتوصل إلى التهدئة، «عجز عن كبح جماح الفصائل الفلسطينية كافة، ولذلك فإن وقف اطلاق النار يبدو هشاً للغاية».
وقال النائب السابق لرئيس «الشاباك» عضو حزب «اسرائيل بيتنا»، اسرائيل حسون: «دعونا لا نخدع انفسنا. يجب ان نعرف اذا كانت التهدئة على السطح فقط، فيما تتواصل تحته عمليات اعادة التسلح».
وبخصوص تبادل الاسرى، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «حماس» تطالب بإطلاق سراح أسرى من فلسطينيي 48 في إطار صفقة تبادل يُفرج خلالها عن الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط.
وأضافت الصحيفة أن خلافاً جديداً نشب بين إسرائيل و«حماس» في إطار المفاوضات على صفقة التبادل، يتمثل بإرجاء رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل تمرير قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين، الذين تطالب الحركة بإطلاق سراحهم.
إلى ذلك، رأى مصدر سياسي إسرائيلي أن رفع عدد الأسرى الذين سيُفرج عنهم سيمنح «حماس» شعوراً بالانتصار «في الوقت الذي تسعى إسرائيل فيه لتقوية محمود عباس».
وفي السياق نفسه، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني، وصفي قبها، إن «هناك معايير لم يتم الاتفاق عليها حتى اللحظة حول الأسرى من ذوي الأحكام العالية كي تتم صفقة التبادل». وشدد على أن صفقة التبادل لا تشمل الوزراء والنواب المختطفين.
وأشار قبها إلى أن الصفقة المقترحة ستتم على ثلاث مراحل، وتشمل الإفراج عن 400 أسير بالتزامن مع تسليم الجندي الأسير لمصر، وبعد ذلك يفرج عن 400 آخرين، وفي المرحلة الثالثة سيطلق سراح أسرى من ذوي الأحكام المرتفعة، إلا أن معايير هذه الأحكام لم تحدد بعد.
وأشار قبها إلى أن الصفقة ستشمل عدداً من قادة الشعب الفلسطيني، بينهم عضوا المجلس التشريعي مروان البرغوثي (أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية) وأحمد سعدات (الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).
إلا أن مصدراً سياسي إسرائيلياً قال إنه «من الصعب رؤية احتمال لإطلاق سراح مروان البرغوثي».
إلى ذلك، يتوجه أولمرت يوم الاثنين المقبل إلى ألمانيا، حيث سيلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ومن المرجح أن يطرح أولمرت مسألة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله.