التقت طهران ودمشق أمس على مطالبة الولايات المتحدة بجدولة انسحابها من العراق، كشرط من أجل الحوار مع الإدارة الأميركية ومساعدتها.فقد أعلن الأمين العام للمجلس القومي الإيراني، علي لاريجاني أمس أن وضع الولايات المتحدة جدولاً زمنياً لسحب قواتها من العراق سيكون «من دون شك إشارة إيجابية» من جانب واشنطن.
وقال لاريجاني، خلال مؤتمر صحافي عقده في دبي، إن استئناف الحوار بين واشنطن وطهران غير ممكن إلا إذا أقدمت الولايات المتحدة على «تبديل استراتيجيتها» وليس تكتيكها فقط في الشرق الأوسط، مشيراً الى أن توجيه «إشارة واضحة» الى مثل هذا التغيير «يمكن أن يكون من خلال رحيل القوات الأميركية عن المنطقة».
وأعلن السفير السوري في لندن سامي الخيمي أمس أن بلاده لن تشارك في الجهود الدبلوماسية لوقف الاقتتال في العراق قبل أن تعلن واشنطن موعداً ثابتاً لسحب قواتها من العراق.
وصرف الخيمي النظر عن الخطط الأميركية الساعية إلى الحصول على مساعدة سوريا من أجل وقف العنف في العراق، مشيراً إلى أن بلاده «تعتقد أن محاولات أميركا تحويل العراق إلى حصن للديموقراطية المؤيدة للغرب توقفت وأن اللعبة انتهت».
ونسبت صحيفة «ديلي تليغراف» الصادرة في لندن أمس إلى الخيمي قوله إن «المحادثات الدبلوماسية التي أجرتها بلاده في الأسابيع الأخيرة مع مسؤولين بريطانيين، أقنعت دمشق بأن السياسة الخارجية البريطانية بدأت بالتغير».
ورأى السفير السوري أن نقطة التحول «كانت الزيارة التي قام بها إلى دمشق في تشرين الأول الماضي مستشار رئيس الوزراء البريطاني للسياسة الخارجية نايجل شاينوولد، الذي سلّم رسالة شخصية من (رئيس الوزراء طوني) بلير إلى الرئيس بشار الأسد». وأضاف إن «البريطانيين بدأوا بالعودة إلى ممارسة الدور الذي نتوقعه وهو أنهم لاعبون سياسيون ماهرون، وهم يعرفون الآن مطالبنا ويتفهمون غالبيتها».
وأشارت الصحيفة إلى أن السفير السوري في لندن «عمل كقناة للمساعي الأميركية غير الرسمية لعقد صفقة مع دمشق».
(أ ف ب، يو بي آي)