عاد ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مجدداً إلى دائرة النقاش، مع توالي ردود الفعل على اقتراح الماني ــ فرنسي يفرض على أنقرة مهلة زمنية محددة من أجل تنفيذ الشروط المطلوبة منها قبل بحث مسألة انضمامها لمنظومة الدول الاوروبية الـ25.وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس انه طلب من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تفادي “خطأ تاريخي” بشأن ترشيح تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وعدم محاولة فرض مهل محددة على بلاده.
وأضاف اردوغان، للكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية: “تكلمت هذا الصباح (هاتفياً) مع المستشارة ميركل وذكرتها بالنتائج التي ستترتب عن أي خطوة خاطئة”، في القمة الفرنسية الالمانية البولندية التي انعقدت امس. وأضاف: “عبرت لها عن أملنا في عدم ارتكاب مثل هذا الخطأ التاريخي خلال القمة الأوروبية في 14 و15 كانون الأول”.
أما وزير الخارجية التركي عبد الله غول فقال من جهته إن فرض مهلة محددة على تركيا سيكون له “تاثير سلبي جداً على عملية” المفاوضات. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويدي كارل بيلد الذي زار انقرة، ان “مثل هذا الأمر سيوصل هذه الأزمة إلى الطريق المسدود”.
في غضون ذلك، دعت المفوضية الأوروبية أمس فرنسا وألمانيا إلى عدم فرض مهل متشددة على تركيا لتفي بالتزاماتها تجاه قبرص، مشيرة إلى أن مثل هذه الشروط “لم تأت بأي نتيجة” في الماضي.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية لشؤون توسيع الاتحاد، كريستينا ناغي: “يجب السعي من جهة إلى حل متوازن يظهر النتائج التي يتعرض لها بلد مرشح لا يفي بالتزاماته، ومن جهة أخرى إبقاء عملية الانضمام بسبب الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها تركيا”.
وكان نائب وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز قد حذر الاتحاد الأوروبي من إغلاق الباب أمام عضوية تركيا للتكتل، قائلاً إن مثل هذا الإجراء خطأ كبير في الحسابات الاستراتيجية. وأضاف، للصحافيين خلال اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في بروكسل امس، أن واشنطن تؤيد بقوة توجه تركيا للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي. وكتب وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت ونظيره الاستوني أورماس بايت أمس مقالاً في جريدة “دي فيلت” الألمانية، قائلين: “يتعين عدم تجميد علاقتنا مع تركيا أو إغلاق أي باب أمام المزيد من توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي”. وأكدا أنه “لا يمكن توحيد شطري قبرص إلا من خلال مزيد من التقارب بين تركيا والاتحاد الأوروبي وإلا فهناك خطر أن يصبح هذا الانقسام دائماً”.
بدورها، أعلنت قبرص أمس أنها تؤيد الاقتراح الاوروبي بإعطاء تركيا مهلة زمنية اضافية لا تتعدى الـ18 شهراً من اجل ان تقوم بتنفيذ ما هو مطلوب منها من التزامات بشأن انضمامها للاتحاد الاوروبي.
(د ب أ، أ ف ب، أ ب)