strong>طهران تحذّر أوروبا من “عمل عدائي” ونجاد يحدد “نهاية العام” للاحتفال النووي
استبقت واشنطن اجتماع الدول الست المكلفة الملف النووي الإيراني، الذي عقد أمس في باريس للتوصل إلى تسوية بشأن “العقوبات”، بالتقليل من إمكان الاتفاق، ولا سيما أن موسكو جددت رفضها للفكرة، فيما حذّرت طهران الأوروبيين من أي خطوة عدائية.
وقبيل بدء الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية على مستوى المديرين السياسيين، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، نيكولاس بيرنز، إنه لا يتوقع “اختراقاً” خلال اجتماع الدول الست في باريس. وعبر عن نفاد صبر بلاده إزاء تحفظات موسكو وبكين، مشيراً إلى “أننا بحاجة فعلاً لأن تسرّع روسيا والصين العملية... إن بعض الدول تماطل”.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن فرض عقوبات صارمة على إيران لمعاقبتها على تخصيب اليورانيوم سيأتي بآثار عكسية. وأضاف، على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بروكسل: “نعتقد أن فرض هذا النوع من العقوبات خطوة غير مسؤولة”.
وتحدّث لافروف عن المساعي الغربية لإقناع روسيا والصين بالموافقة على مشروع قرار العقوبات، قائلاً: “سنصل لنتيجة معاكسة إن نحن فعلنا ذلك”.
وكرر لافروف دعم روسيا لفرض عقوبات محدودة. وقال: “إننا نرى أن من الضروري مساندة مقترحات تهدف إلى عدم السماح لإيران بالتزود بتقنية تخصيب اليورانيوم أو المواد أو الأجهزة من الخارج”.
في المقابل، أشار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى أن الدول الأوروبية “إذا استمرت في إعاقة التطور النووي للشعب الإيراني واتخذت خطوات ضد إيران وتصر عليها، فإن الشعب الإيراني سيعتبر ذلك عملاً عدائياً وسيعيد النظر في علاقاته معها”.
وشدد نجاد، في كلمة أمام حشد من الإيرانيين في محافظة مازندران، على كذب “الغرب في ادعائه القلق من انتشار الأسلحة النووية”. وقال: “منذ سنوات والدول الأوروبية تقف موقف المعارض من حق شعبنا، وإذا كان هناك من يتصور حتى الآن بأن معارضة هذه الدول لتمتع الشعب الإيراني بحقه هي بسبب قلقها من الأسلحة، فإن اليوم قد اتضح هذا الأمر بشكل علني”.
وأضاف الرئيس الإيراني: “إن بعض القوى الكبرى تعتقد أنها مالكة جميع الشعوب، وإن كل من يريد التكنولوجيا النووية عليه أن يركع أمامها ويتوسل إليها، ولكن الشعب الإيراني حطم أسطورتهم، ونحن نملك اليوم دورة الوقود النووي بشكل كامل ونتخذ الخطوات الأخيرة لإنتاج الوقود الذي نحتاج إليه”.
وخاطب نجاد الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير قائلاً: “إن ماضيكما أسود ومظلم جداً، وإن أميركا وبريطانيا كلما غزتا مكاناً خلال القرنين الأخيرين لم تجلبا معهما غير الفقر والبؤس والحروب”. ودعاهما إلى “القناعة بما لديهما من الحق، وأن تعودا إلى داخل حدودهما، فإنه من خلال الاوضاع التي أوجدتاها في العراق وأفغانستان وفلسطين، اذا لم ينسحبا بسرعة، فإن اليد القوية لشعبهما ستطيح بهما وتحاكمهما”. وشدد نجاد على أن الشعب الإيراني عازم على استثمار الفائدة القصوى من تقنية إنتاج الوقود النووي وتسخيرها لخدمة مصالحه والسلام والأمن العالميين، مضيفاً: “إن شاء الله سيُزال في القريب العاجل كل العوائق الجزئية التي تعترض هذا الطريق، وسنقيم احتفال تثبيت حقوق بلادنا النووية قبل نهاية العام الجاري (21 آذار 2007 حسب التقويم الفارسي)”.
من جهته، قال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني أمس إن إيران لن تذعن للضغوط للتخلي عن حقها في التكنولوجيا النووية. وأضاف، في كلمة في منتدى إقليمي في دبي، أن إيران لا تسعى للحصول على أسلحة نووية. ولكنه أضاف أن بلاده “لن تتخلى عن حقوقها التي لا جدال فيها”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، في معرض رده على تصريحات المسؤولين البريطانيين الذين رأوا أن برنامج إيران النووي يشكل تهديداً: «إن قلب الحقائق لا يمكن أن يساعد الحكومة البريطانية على تخطي مشاكلها، وإن الرأي العام العالمي الواعي غير مستعد لتقبل أفكار السلطويين والمستعمرين الجدد بتهديدهم الآخرين»،.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)