رفضت الولايات المتحدة أمس، العرض الذي تقدم به نائب الرئيس الكوبي راوول كاسترو السبت الماضي، للتفاوض معها واصفة إياه بأنه «مشروع ديكتاتور»، بعدما كانت قد وصفته، في وقت سابق، بـ«فيديل لايت».وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك على راوول بقوله «لا ادري كيف يمكن التقدم في قضية الديموقراطية في هذا البلد عبر فتح حوار مع مشروع ديكتاتور يريد مواصلة نهج الحكم الذي استخدم لقمع الشعب الكوبي خلال عقود». وأضاف إن «الحوار الذي يجب ان يقام هو مع الشعب الكوبي» الذي «يجب ألا يجد نفسه في وضع يحل فيه ديكتاتور محل ديكتاتور اخر».
وجاء الموقف الاميركي بعدما رأى عدد من الخبراء ان العرض الكوبي يملك فرصاً جيدة لأن يلقى صدى في واشنطن، في وقت يبدو فيه من شبه المؤكد ان فيدل كاسترو المريض لن يعود الى السلطة.
وكان راوول كاسترو، الذي يحتل منذ مرض شقيقه فيديل رئاسة الدولة، قد قال، خلال اختتام احتفلات العرض العسكري في هافانا السبت الماضي، «أستغل هذه الفرصة لأعرب عن استعدادنا لتسوية الخلاف بين كوبا والولايات المتحدة على طاولة المفاوضات شرط قبولهم باحترام سيادتنا وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية». أضاف «بعد خمسين سنة، سيكون لنا الصبر الكافي لانتظار استعادة الصفوة البديهية لدوائر السلطة في واشنطن».
واختتمت السبت الماضي احتفالات العرض العسكري الكوبي بمناسبة مرور خمسين سنة على وصول الباخرة «غرانما» التي حملت الثوار من المكسيك وأتى على متنها فيديل كاسترو وراوول وتشي غيفارا وغيرهم. وفي كوبا، لا شيء يشبه ما يحدث في الدول الأخرى، فعندما انتهى العرض العسكري، لحقت به تظاهرة قدرت بداية بثلاثمئة ألف مشارك ثم أعيد تقدير الحضور بأكثر من نصف مليون مشارك.
وكان فيديل الغائب الحاضر الأكبر في هذه الاحتفالات، علما أنه كان ألحق احتفالات عيده باحتفالات الثورة، وذلك لأن موعد العيد الأصلي في تموز تصادف مع موعد خضوعه لعملية جراحية في معدته.
ولم يظهر فيديل في أي حفل رسمي منذ عمليته الجراحية التي يقدر أنها عملية استئصال ورم سرطاني من جهازه الهضمي. وظهرت فقط صور له أو أفلام تلفزيونية تصوره في المستشفى وهو يستقبل بعض الزوّار.
وكان كاسترو قد قرَّر ـــ مع تسليمه مقاليد السلطة إلى راوول ـــ أن يجعل من مرضه «سرّّ دولة»، قائلاً إنه لا يريد أن يكذب على الناس لطمأنتهم ولا أن يصدر تقارير طبية «قد تخدم مآرب العدو».
(أ ف ب، الأخبار)