التعامل مع سوريا وإيران مثير للجدل. لكن رغم ذلك، نرى أن الدبلوماسية تتيح للأمة التعامل مع أعدائها وخصومها لمحاولة حل صراعات تؤثّر على مصالحها. وبناء على ذلك، فإن على مجموعة الدعم (التقرير أوصى بتشكيل هذه المجموعة من دول جوار العراق والدول الكبرى) إشراك سوريا وإيران عملياً بالحوار الدبلوماسي من دون شروط مسبقة. تعترف مجموعة الدراسات بأن العلاقات الأميركية مع سوريا وإيران تتضمن قضايا صعبة يجب حلّها. يجب أن تكون المحادثات الدبلوماسية موسّعة وجوهرية، وذلك يتطلب موازنة في المصالح.
أمام الولايات المتحدة عقبات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية تواجه التقارب مع سوريا وإيران. لكن على الولايات المتحدة التفكير بحوافز لمحاولة إشراكهما بشكل بنّاء، كما نجحت في ذلك مع ليبيا.
والحوافز المحتملة لسوريا وإيران، أو كليهما تتضمن:
أ ــ عراق لا يزعزع استقرار جيرانه والمنطقة.
ب ــ مواصلة دور الولايات المتحدة في منع حركة «طالبان» من زعزعة استقرار أفغانستان.
ج ــ الدخول إلى منظمات عالمية، بما فيها منظمة التجارة العالمية.
د ــ أفق لتطوير العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
هـ ــ أفق لسياسة أميركية تركّز على الإصلاحات السياسية والاقتصادية، بدل (كما هو الحال مع إيران) تأييد تغيير النظام.
و ــ أفق لمفاوضات سلام حقيقية وكاملة بين سوريا وإسرائيل، بمشاركة أميركية، بناء على مبادرة أوسع للسلام العربي الإسرائيلي.
توصية:
في ظل الحملة الدبلوماسية الهجومية ومجموعة الدعم، على الولايات المتحدة التواصل مباشرة مع إيران وسوريا لمحاولة الحصول على التزامات لسياسات بناءة باتجاه العراق وقضايا إقليمية أخرى.
على الولايات المتحدة، خلال تواصلها مع سوريا وإيران، الأخذ بالاعتبار بعض الحوافز والعقبات، في سعيها للحصول على نتائج بناءة.
إيران
التواصل مع إيران إشكالي، وخصوصاً في حالة العلاقة الأميركية ــ الإيرانية. لكن الولايات المتحدة وإيران تعاونتا في أفغانستان، وعلى الطرفين دراسة إمكان نسخ هذا النموذج في الحالة العراقية.
ورغم أن إيران ترى أن الفشل الأميركي في العراق يصب في مصلحتها، لا تتم خدمة المصالح الإيرانية بفشل السياسة الأميركية في العراق، المؤدي إلى الفوضى وتقسيم الأقاليم العراقية.
يشكل الفرس 50 في المئة من عدد سكان إيران، لكنها تضم نسبة كبيرة من الأقلية الآذرية (24 في المئة)، إضافة إلى أكراد وأقلية عربية. وأسوأ السيناريوهات في العراق، قد تشعل توترات طائفية داخل إيران، ما يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مصالح الأمن القومي الإيراني.
اتصالاتنا المحدودة مع الحكومة الإيرانية تدفعنا إلى الاعتقاد بأن قادتها سيقولون إنهم لن يشاركوا في جهود دبلوماسية لدعم استقرار العراق. وينسبون هذا التردد إلى اعتقادهم بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام في إيران.
ورغم ذلك، يجب الطلب من إيران، باعتبارها أحد جيران العراق، تحمّل مسؤولياتها في المشاركة بمجموعة الدعم. الرفض الإيراني لفعل ذلك، سيظهر للعراق والعالم الموقف والمقاربة الإيرانية الممانعة، التي قد تؤدي إلى عزلها. كما أن الرفض الإيراني سيؤدي إلى تقليص أفق التعاون مع الولايات المتحدة في الحوار الأوسع، الذي تسعى إليه.
توصية:
يجب متابعة التعامل مع القضية النووية الإيرانية عبر مجلس الأمن ودوله الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا، والصين)، بالإضافة إلى ألمانيا.
يجب على الجهود الدبلوماسية داخل هيئة الدعم السعي إلى إقناع إيران بأخذ خطوات محددة لتحسين الوضع في العراق. وبين هذه الخطوات:
ــ على إيران وقف تدفّق المعدات والتكنولوجيا وتدريب أي مجموعة تسعى إلى العنف في العراق.
ــ على إيران أن تقدّم دعماً واضحاً لوحدة الأراضي العراقية، كما عليها احترام سيادة العراق وحكومته.
ــ بإمكان إيران استخدام تأثيرها، وخصوصاً على المجموعات الشيعية في العراق، لتشجيع التوافق الوطني.
ــ بإمكان إيران أيضاً، في ظل الظروف المناسبة، المساعدة في إعادة إعمار اقتصاد العراق.
سوريا:
رغم أن العلاقات السورية ــ الأميركية في أدنى مستوياتها، إلا أن للبلدين مصالح مهمة في المنطقة، يمكن تطويرها، إذا كان بإمكان البلدين إقامة أساس مشترك بشأن كيفية التقدّم. هذه المقاربة نجحت في بداية التسعينيات. في هذا السياق يمكن إعادة إحياء المصالح الوطنية السورية المهمة في الصراع العربي الإسرائيلي.
يمكن لسوريا تقديم مساهمة أساسية في تحقيق الاستقرار في العراق بطرق عديدة. وبناء على ذلك توصي مجموعة الدراسات بالآتي:
على الولايات المتحدة ومجموعة الدعم تشجيع وإقناع سوريا بميزة تقديم مثل هذه المساهمات، وهي:
ــ بإمكان سوريا ضبط حدودها مع العراق بأقصى درجة ممكنة، والعمل مع العراقيين لتسيير دوريات مشتركة على الحدود. بفعلها ذلك ستساعد في كبح تدفّق التمويل والمقاتلين والإرهابيين من العراق وإليه.
ــ بإمكان سوريا إنشاء خطوط ساخنة لتبادل المعلومات مع العراقيين.
ــ بإمكان سوريا زيادة تعاونها السياسي والاقتصادي مع العراق.
(الأخبار)