strong>اختلفت الكتل السياسية العراقية حيال التوصيات التي قدمها تقرير بيكر ـــ هاميلتون. وانبرت كل منها الى إعلان موقفها وتبيان صحته. إلا أن الشارع العراقي، وهو الرابح أوالخاسر في كل الأحوال، ظهر معنياً فقط بما سيجري لاحقاً، وليس بعشرات التوصيات والصفحات التي لا يعرف ماذا سيؤول اليه مصيرها
تفاوتت ردود فعل العراقيين من التوصيات التي اقترحتها مجموعة الدراسات «بيكر ـــ هاملتون» حول بلدهم، في التقرير التي رفعته الى الرئيس الأميركي جورج بوش أول من أمس، حيث تناقضت آراء الكتل البرلمانية حيال التقرير، فيما تلقاه الشارع العراقي بفتور وخيبة أمل، تحوّلا في أفضل الأحوال الى تمنيات في تحقيق الأمن بعد صدور هذه التوصيات.
وقال النائب عن «الائتلاف العراقي الموحد»، سامي العسكري، إن «معظم القضايا التي طرحت في التقرير جاءت منسجمة مع توجهات الحكومة العراقية». وأضاف إن «القضايا الجوهرية للتقرير، ولاسيما ما يخص وجود القوات متعددة الجنسيات، ورفض فكرة إقامة المؤتمر الدولي، والاستعانة بالقوى السياسية في الداخل، كانت قضايا أساسية وجيدة لا تتعارض مع سياسة الحكومة العراقية». ورأى العسكري ان تقرير مجموعة الدراسات الأميركية في شأن العراق، التي يرأسها وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر والنائب الديمواقراطي السابق لي هاملتون، «بشكل عام كان جيداً ويصب في مصلحة استقرار العراق وتقوية الحكومة ودعمها».
أما المتحدث باسم «جبهة التوافق العراقية»، سليم عبد الله، فأشار من جهته إلى أن «منطلقات تقرير بيكر ـــ هاملتون ترسم صورة قاتمة للوضع في العراق». أضاف إن «هذا التقرير يركز في مجمله على تهدئة الرأي العام الأميركي، والمآساة الأميركية في العراق، أكثر من معالجته الملف الأمني فيه».
ورأى النائب عن «القائمة العراقية الوطنية»، وائل عبد اللطيف، أن توصيات التقرير «إيجابية». وقال إن «هذه الدراسة خرجت من أناس لهم خبرة كبيرة في المجال السياسي وتوصلوا الى قناعات لها أهمية وحيوية على الوضع في العراق على المستويين السياسي والعسكري».
وقال النائب عن الكتلة الكردية، محمود عثمان، إن تقرير لجنة بيكر ـــ هاملتون «لم يكن ناجحاً ولا مقبولاً»، مضيفاً إن «هذا التقرير أعدّ لحل المشاكل الأميركية، ولإرضاء الرأي العام الاميركي أكثر من اهتمامه بالوضع العراقي، ولا أتصور أن يطبّق بشكل عملي على أرض الواقع».
ورأى الأمين العام لـ«هيئة علماء المسلمين» في العراق، حارث الضاري، في عدن أمس، أن التقرير «لم يقدم شيئاً إلى العراقيين» وأنه «تركز حول كيفية حل مشكلة الاحتلال في العراق». وقال الضاري «لم يهتم الأميركيون ولا تقريرهم هذا، الذي طبّلوا له وزمّروا كثيراً، إلا بكيفية الخلاص والخروج من العراق سالمين غانمين كما يتمنون، وإن كان الواقع يشير الى غير ذلك».
وأشار المسؤول السني، من جهة أخرى، إلى أن الدور العربي في العراق «غائب ولم يتبلور الى موقف إيجابي واضح يعالج المشكلة بصراحة ووضوح»، مؤكداً أن «هيئة علماء المسلمين واقفة في وجه الفتنة»، ومستبعداً «أن يصل الشعب العراقي الى الحرب الأهلية».
وفي الشارع العراقي، كان التقرير خيبة أمل أجمع عليها معظم المواطنين أمس. وقال الشرطي عماد عبد الله (39 عاما) إن التوصيات «محاولة جديدة لحفظ ماء وجه أميركا وتغطية لسياسة جديدة تحاول اتّباعها للخروج من مأزقها في العراق». أضاف «نتمنى أن تكون هذه المحاولة صفحة جديدة لترسيخ الامن في العراق والحد من عمليات الاقتتال الطائفي».
ورأى قيس أحمد (35 عاماً)، الذي يعمل مدرساً، أن «ما قدمته لجنة بيكر من توصيات مخيّب لآمال العراقيين، وكل ما قُدّم من توصيات هو مقترحات متداولة على المستويين السياسي والاعلامي وحتى بين العراقيين». أضاف «لا بد من وضع حلول جذرية لإنقاذ العراق من حمّامات الدم التي سببتها النزاعات السياسية والطائفية».
وقالت أحلام هادي (40 عاماً)، وهي ربة منزل، «أعتقد أن الولايات المتحدة بإمكانها أن تضع حلولاً سريعة بشكل أو بآخر». أضافت «نسمع يومياً الأخبار عن مؤتمرات ومعاهدات واتفاقيات، لكن ليس هناك أي تغيير في حياتنا والأوضاع سيئة والناس يرغمون على الرحيل من منازلهم او يقتلون».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)