القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
شهدت نقابة الصحافيين المصريين مساء أول من أمس، مواجهة بين عدد من المفكرين السياسيين الأقباط من جهة، ونواب وأعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» منجهة ثانية، خلال ندوة عقدت ضمن برنامج «صالون إحسان عبد القدوس».
مسار النقاش تحوّل من «المستقبل السياسي للأقباط» إلى وضع الاقباط في ظل سيطرة «الاخوان» المسلمين.
وقال الأمين العام لحزب «الوفد» المعارض، منير فخري عبد النور، إن «الأزمة الحقيقية للحياة السياسية يمكن أن تحل إذا ألّف الاخوان حزباً مدنياً مرجعيتة سياسية، وساعتها سيحل الكثير من مشاكلنا السياسية في مصر». لكنه في الوقت نفسه استخدم كلمات تشير صراحة إلى «الإخوان»، قائلاً «هناك تخوف لدى الأقباط في مصر من الشعارات الدينية للإخوان المسلمين».
وكانت هذه هي الأرضية، التي أطلقت منها الأمينة العامة السابقة لحزب «الغد»، منى مكرم عبيد، قنابلها. قالت «إن الأقباط لن ينسوا ما ذكره المرشد الأسبق لجماعة الاخوان المسلمين مصطفى مشهور من أن الاقباط ليس لهم الحق في الالتحاق بالجيش، وان عليهم دفع الجزية». وأضافت «دعونا من خطاب النفاق السياسي عن الوحدة الوطنية وأبناء الوطن الواحد وعلينا أن نعترف بأن هناك أزمة حقيقية لعدم مشاركة الأقباط في الحياة السياسية». وشن رئيس تحرير جريدة «وطني» القبطية، يوسف سيدهم، هجوماً على «الاخوان». وقال «إننا لا نفهم ازدواجية الخطاب لدى الاخوان، هم يتحدثون عن حقوق الاقباط، لكنهم في الوقت نفسه يرفضون أن يتولى القبطي المسيحي رئاسة الجمهورية، التي يسمّونها الولاية الكبرى ويعدّون ذلك خطاً أحمر».
هنا رد نائب «الاخوان» في البرلمان، حازم فاروق قائلاً «إن مبادرة الاخوان فى عام 2003 اقرّت بحق الاقباط في تولّي المناصب العامة». لكن الباحث السياسي القبطي، سمير مرقص، تدخّل قائلاً «لكن الاخوان في المبادرة نفسها رفضوا تولي الاقباط منصب رئيس الجمهورية، كما أن شعار الاخوان المسلمين في الانتخابات كان الاسلام هو الحل، وهو شعار طائفي، وإن مؤسس الجماعة حسن البنا أقرّ في رسالته بأنه لا تجوز الولاية العامة للأقباط».
وتدخّل عالم الاجتماع، الدكتور سعد الدين إبراهيم ومدير مركز ابن خلدون، بكلمته قائلاً «إن الصراع في مصر ليس بين أقباط ومسلمين، لكنه صراع داخلي بين مسلمين ومسلمين وبين مسيحيين ومسيحيين، وإن الغالبية العظمى من الشعب المصري لم تدل برأيها، ولم تتعدّ نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة 23 في المئة من حق التصويت، وكانت نسبة من أعطى للاخوان أصواتهم لا تتجاوز 4 في المئة، وهناك 77 في المئة من المصريين يرفضون الاخوان والحزب الوطني».