لم تنتهِ فصول قضية موت العميل السري الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو رغم مواراته في الثرى أمس في لندن وفق الشريعة الإسلامية، مع إعلان الشرطة البريطانية أنها تتعامل مع وفاته مسموماً «على أنها جريمة قتل». ودفن ليتفيننكو أمس بحضور أفراد عائلته وأصدقائه في مدفن هايغيت في العاصمة البريطانية، وفق تعاليم الشريعة الإسلامية كما أوصى قبل وفاته، وذلك بعد الصلاة على جثمانه في مسجد ريغنتس بارك، بحضور المعارض الشيشاني المنفي في بريطانيا أحمد زاكييف.
وكان العميل السري الروسي السابق اعتنق الإسلام قبل وفاته في23 تشرين الثاني، بحسب والده والتر ليتفيننكو.
وذكرت شرطة لندن، في بيان لها، أن “المحققين في قضية وفاة ليتفيننكو وصلوا إلى المرحلة التي يشعرون فيها بأنه من الملائم التعامل معها على أنها اتهام بالقتل”.
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن العلاقات السياسية بين بريطانيا وروسيا لم تتأثر بالتحقيق في قضية تسمّم العميل السابق. أضاف إن “تحقيق سكوتلنديارد لن يؤثر في نوعية العلاقات السياسية بين روسيا وبريطانيا”. وكان لافروف قد عبّر يوم الإثنين عن قلقه من أن العلاقات قد تتضرر غذا استمرت التلميحات بتورط روسي على مستوى عال.
واستجوب محققون من الشرطة البريطانية ومن مكتب المدعي العام الروسي يوري تشايكا في موسكو أول من أمس دميتري كوفتون، الذي قابل ليتفيننكو في اليوم الذي بدت عليه أعراض المرض، فيما قال محامي الشاهد الاساسي في القضية أندرييه لوغونوف إنه لا يمكن اعتبار موكله “مشتبهاً فيه” مثلما تورد بعض وسائل الإعلام الغربية. وكان لوغونوف وكوفتون، وكلاهما عميل سابق في أجهزة الاستخبارات الروسية، التقيا ليتفينينكو في فندق ميلينيوم وسط لندن في الأول من تشرين الثاني قبل أن تظهر عليه أعراض التسمم.
إلى ذلك، قال القائم بأعمال رئيس الوزراء الروسي السابق إيغور غايدار إمس إن أعداء روسيا قد يكونون وراء السبب في المرض المفاجئ الذي ألمّ به في الشهر الماضي. وذكرت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء أن غايدار (50 عاماً)، أحد مهندسي الإصلاحات الاقتصادية في مرحلة ما بعد العهد السوفياتي، بدأ فجأةً بالتقيؤ والنزف من الأنف قبل أن يغمى عليه خلال حضوره أحد المؤتمرات الاقتصادية في مدينة دبلن في أيرلندا في 24 تشرين الثاني الماضي.
وفي مقابلة مع صحيفة “فيدوموستي” الاقتصادية، قال غايدار إذا كان ما حصل له محاولة قتل، فلا يمكن إلا أن يكون مرتبطاً بالسياسة، مضيفاً “من في روسيا كان ليستفيد من موتي في 24 تشرين الثاني الماضي .. بعد التفكير ملياً، رفضت فوراً نظرية أن تكون القيادة الروسية متورطة في ما حدث”.
(اف ب، رويترز، يو بي آي،أ ب، د ب أ)