حركت انقرة امس بعضاً من المياه الراكدة في المفاوضات المعقدة بشأن انضمامها الى الاتحاد الاوروبي، باقتراحها فتح مرفأ ومطار امام السفن والطائرات القبرصية اليونانية لمدة سنة، ريثما يجري التوصل الى تسوية شاملة للقضية القبرصية، لا سيما ان هذه المفاوضات مهددة بتعليق جزئي.وأعلن مسؤول تركي امس، أن تركيا مستعدة لفتح مرفأ ومطار خلال عام امام القبارصة اليونانيين لتحاشي تعليق مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي، لكنها تنتظر حل المسألة القبرصية خلال هذه الفترة.
وقال المسؤول التركي، الذي رفض الكشف عن هويته: “نحن مستعدون لفتح ميناء بحري ومطار”، مشيراً الى أن وزير الخارجية عبد الله غول، اجرى محادثة هاتفية مساء اول من امس مع الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي تناولت هذا الموضوع.
وشدد المسؤول نفسه على أن تركيا تنتظر أن يرفع الاتحاد الاوروبي العقوبات المفروضة على “جمهورية شمال قبرص التركية” التي تعترف بها انقرة دون سواها، وذلك عبر فتح مطار اركان الواقع في شمال الجزيرة امام الملاحة الدولية.
وينصّ الاقتراح التركي على تحريك المفاوضات اعتباراً من الاول من كانون الثاني 2007 برعاية الامم المتحدة من اجل التوصل الى اعادة توحيد الجزيرة المقسومة بحلول 31 كانون الاول 2007.
في المقابل، اكدت جمهورية قبرص معارضتها فتح مطار في الشطر الشمالي من الجزيرة الواقع تحت مراقبة تركية بعدما وافقت انقرة.
وعلقت قبرص، على لسان المتحدث باسم حكومتها كريستودولوس بشارديس، بالقول “لم نتلقّ مقترحات محددة، وبالتالي لا يمكننا اتخاذ موقف رسمي، لكن بصورة عامة فإن فتح مطار تيمبو (اركان) غير وارد بالنسبة لنا”.
وأعلن مصدر في الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي، لـ“فرانس برس”، أن الاقتراح التركي “بنّاء جدّاً”، مضيفاً أن انقرة تتوقع في المقابل “مبادرة” من الاتحاد الاوروبي لوضع حد لعزلة “جمهورية شمال قبرص التركية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، جان باتيست ماتيي، إن باريس تنتظر أن تؤكد تركيا عرضها فتح مطار وميناء امام حركة النقل القبرصية اليونانية قبل أن تعلن موقفها منه، متابعاً: “ننتظر تأكيداً من السلطات التركية وإيضاحات بشأن مدى هذه البادرة المحتملة”.
ووصف رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الاقتراح التركي بأنه “بصيص امل”. وقال، بعد محادثاته مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في ميلانو: “سنعمل مع الرئاسة الفنلندية لاستئناف الحوار الذي انقطع”. أما ميركل فقالت من جهتها: “سندعم الرئاسة الفنلندية بأي طريقة”، مضيفة أن “على اعضاء الاتحاد أن يعملوا على حماية السلام خارج اوروبا”.
وفي برلين، قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير: “يبدو أن هناك استعداداً تركياً حذراً للتوصل إلى تسوية”، متوقعاً في الوقت نفسه وجود “عناصر إيجابية” في حال توفر إشارات بنّاءة.
من جهته، رأى وزير الخارجية الهولندي بن بوت امام النواب الهولنديين، أن “تركيا اثبتت في مطلق الاحوال أنها مستعدة لتحقيق تقدم على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الخارجي”، مضيفاً “اذا تبين ان هذا الانفتاح حصل حقاً” فإن مبادرة تركيا حيال قبرص “تثبت أن هناك تغييراً في موقف الحكومة التركية”.
لكن اليونان طالبت في المقابل بتطبيق كامل لبروتوكول أنقرة. وذكر المتحدث باسم خارجيتها جيرجوس كومتساكوس أن “المعلومات المتوفرة حالياً غير واضحة وليست كاملة”. وينص بروتوكول أنقرة على فتح جميع الموانئ والمطارات التركية أمام السفن والطائرات القبرصية شرطاً لإجراء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد.
ويبحث مبعوثون أوروبيون في بروكسل حالياً العرض التركي، لكن دبلوماسيين قالوا إن التقويم النهائي للمبادرة سيجريه زعماء الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل.
(د ب أ،رويترز، اف ب، أب)