واشنطن ــ محمد دلبح
شيراك يجدد دعمه لحكومة السنيورة «الشرعية» وخطيب الجمعة في طهران يأمل بـ«انتصار» حزب الله

الأوضاع في لبنان خرجت عن النطاق المحلي، وباتت محور اتصالات دولية، كان آخر فصولها تصدرها مباحثات الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في واشنطن، والجولة الأوروبية للرئيس المصري حسني مبارك، الذي حذر من باريس من “دمار لبنان”. بعد لقائه رايس، حذّر موسى، في تصريح لـ“الأخبار”، من الفتنة المذهبية في لبنان، معرباً عن أمله بعدم وقوعها، وداعياً اللبنانيين كافة إلى تجنب الوقوع في فخها.
وقال موسى، رداً على دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة من جامعة الدول العربية في شأن من يحرض على الفتنة المذهبية في لبنان، “نحن نرجو ألا تكون هناك فتنة طائفية، وهي إحدى الوصفات الخطيرة، ويجب أن نقف ضد أي فتنة من نوع كهذا، وأعتقد أن كل اللبنانيين، من حكومة ومعارضة وأحزاب ذات اليمين وذات الشمال، واعون لخطورة الفتنة الطائفية، ونحن كجامعة عربية وكعرب لا يمكن أن نقبل بوقوع فتنة طائفية ونرجو الله أن يجنب لبنان أي فتنة طائفية”.
وأكد موسى أنه بحث ملف الأزمة اللبنانية مع رايس، لكنه رفض الإفصاح عن اية تفاصيل بهذا الشأن، واصفاً تلك المباحثات بأنها “بصيص الأمل” لحل الأزمة، الذي كان ذكره بعيد مغادرته بيروت الأسبوع الماضي.
وقال موسى “هذا الموضوع يتعلق بمناقشاتي مع الزعماء اللبنانيين، وأعتقد أن بصيص الأمل لا يزال قائماً وهذا ما أرجوه”، مشيرا إلى أن الجميع شعر بضرورة التحرك مع اللبنانيين وفي المنطقة للحؤول دون المزيد من التوتر في لبنان.
وفي باريس (أ ف ب، أ ب، رويترز)، رأى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بعد لقاء نظيره المصري حسني مبارك، أنّ من الضروريّ دعم الحكومة اللبنانية “الشرعية” برئاسة فؤاد السنيورة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية، جيروم بونافون، إن “رئيس الجمهورية أكّد مجدداً قلقه وضرورة دعم حكومة فؤاد السنيورة الشرعية وتشجيع القوى السياسية كافة في لبنان على إعادة إحياء الحوار الوطني”.
أضاف بونافون إن شيراك “رأى ان مبادرة الجامعة العربية تتجه في الطريق الصحيح”.
وكان عمرو موسى قد قدّم مقترحات إلى المسؤولين السياسيين اللبنانيين تتعلق بإنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري وتأليف حكومة وعقد مؤتمر باريس لدعم لبنان اقتصادياً.
بدوره، حذر الرئيس المصري من أن التظاهرات الضخمة المناهضة للحكومة في لبنان تحمل مخاطر تدمير البلاد. وخاطب المعارضة اللبنانية، خلال لقاء مع قناة “فرانس 3”، قائلاً “إن كل هذه التظاهرات، حتى تظاهرات الأكثرية، تفتقر إلى العقل”. أضاف إنه “يخشى من العواقب”.
وقال مبارك إن “هناك مخاطر تدخّل خارجيّ في هذه التظاهرات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مواجهات خطيرة بل يمكن ان يؤدي إلى تدمير لبنان”.
وأضاف “إن الحل يمكن أن يأتي من خلال المفاوضات، وان المواجهة والتظاهرات تعود بالوضع إلى السبعينيات”.
وفي نيويورك، حض الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان أول من أمس الحكومة اللبنانية على العودة إلى المحادثات مع حزب الله وجماعات المعارضة الأخرى. وقال كبير المتحدثين باسم الأمين العام، ستيفان دوياريتش، إن أنان لا يزال “قلقاً للغاية” في شأن الوضع في لبنان و“يجدد دعوته إلى جميع الأحزاب السياسية في المعارضة والحكومة على السواء للعودة إلى الطاولة وايجاد حل سياسي للمأزق الحالي”.
وتحدث دوياريتش إلى الصحافيين بعدما ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن مسؤولاً في القوات الدولية حذر من مخطط مزعوم لمتشددين لهم روابط بتنظيم “القاعدة” للتسلل إلى لبنان لتنفيذ عمليات اغتيال بحق 36 شخصية من المعارضة. وقال المتحدث إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي التقرير، لكنه أضاف إن “أنان يتابع التطورات في لبنان باهتمام بالغ”.
في هذا الوقت، أعرب خطيب الجمعة في طهران، رجل الدين المحافظ احمد خاتمي، أمس عن أمله في “انتصار” حزب الله. وقال إن “ما يقوله حزب الله منطقي لأن الحكومة الحالية لا تمثل كل فئات المجتمع اللبناني”.
وأضاف خاتمي، العضو في مجلس الخبراء المكلف الإشراف على نشاط المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية، “يجب ان يكون لكل طائفة، أكانت شيعية أو سنية أو مسيحية، تمثيلاً مناسباً في الحكومة”. وأعرب عن الامل في أن “يخرج حزب الله منتصراً ومرفوع الرأس من هذا النزاع”.