علي حيدر
نظمت وزارة الخارجية الإسرائيلية بالتعاون مع قيادة جيش الاحتلال جولة للسفراء والملحقين العسكريين الأجانب في إسرائيل إلى قاعدة سلاح الجو في «رمات ديفيد»، بهدف إظهار الأهمية الاستخبارية والمعلوماتية لاستمرار تحليق طائراتها في الأجواء اللبنانية في مقابل نشاطات حزب الله واستمرار تدفق السلاح إليه وإعادة بناء قدراته العسكرية.
وتمت الجولة بمبادرة مشتركة من سلاح الجو ووزارة الخارجية الإسرائيليين، بهدف إطلاق الدبلوماسيين الأجانب على بعض نشاطات حزب الله في لبنان.
وشارك في الزيارة دبلوماسيون من الدول التي يشارك ضباط وجنود لها في قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان. وقدم ضباط في سلاح الجو وشعبة التخطيط للدبلوماسيين الزائرين «عرضاً شاملاً للنشاطات الجوية التي تنفذ في لبنان وعرضوا أمامهم معلومات سرية من أنواع مختلفة، تثبت ادعاءات إسرائيل بأن الحدود بين سوريا ولبنان مفتوحة أمام استمرار تدفق الأسلحة لحزب الله لمراكمة وترميم قواته، وبأن الحظر على أسلحة حزب الله لا ينفذ وعمليات تهريب الأسلحة متواصلة»، بحسب صحيفة «معاريف».
ورأى مدير عام وزارة الخارجية، أهارون إبرموبيتش، خلال الزيارة، أن القرار 1701 لا ينفذ، وخاصة في الشق المتعلق بمراقبة تهريب الأسلحة إلى لبنان. وقال إن نشاطات إسرائيل «هي دفاع عن النفس، وهو حق لكل دولة تتعرض للتهديد»، مشيراً إلى أن الحرب الأخيرة في لبنان «أثبتت للجميع ماذا كنا نتحدث عنه طوال السنوات عن حزب الله، وأنه لا تكفي القيود في لبنان على نشاطات حزب الله، فهم يبنون أنفسهم من جديد. لذلك فإن تحليق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أمر هام بالنسبة إلى إسرائيل من الناحية الأمنية».
وفي هذا الإطار، عبرت مصادر سياسية عن رضاها من الزيارة التي أدت إلى «تفهم جديد للكثير من الدبلوماسيين الذين شاركوا في الجولة» إزاء حاجة إسرائيل إلى استمرار تحليق طائراتها في الأجواء اللبنانية. وقالت مصادر سياسية إن الزوار فهموا أن المسألة «لا تتعلق بنشاطات هجومية، وهذا أمر يساهم جداً في التنسيق والتعاون وبشكل أساسي بثقتهم بنا».
وأشارت «معاريف» إلى أن جولة السفراء والملحقين إلى رمات ديفيد ليست محطة التعاون الدعائي الوحيد بين الوزارة والجيش؛ فقبل أسابيع توجه إلى باريس رئيس شعبة التخطيط، اللواء عيدان نحوشتن، الذي كان طياراً، من أجل الإجابة عن أسئلة المسؤولين الفرنسيين المتعلقة بالتحليق الاستخباراتي في لبنان.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، تسيبي ليفني، في مؤتمر صحافي مع نظيرها الفرنسي دوست بلازي في باريس، إن «تحليق طائرات سلاح الجو أمر حيوي بالنسبة إلى إسرائيل ويهدف إلى جمع المعلومات الاستخبارية»، موضحة أن ذلك «سيتواصل ما دام هذا الأمر ضرورياً من الناحية الاستخبارية».