محمد بدير
قدم نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال موشيه كابلنسكي، عرضاً لمستقبل المنطقة على المدى المنظور من وجهة النظر الإسرائيلية، رسم فيه صورة قاتمة محورها التهديد النووي الإيراني وانعكاساته على الشرق الأوسط عموماً وإسرائيل خصوصاً.
ورأى كابلنسكي أن «إيران نووية تمثل تهديداً وجودياً على دولة إسرائيل، من شأنه أن يتسبب بعدد من التأثيرات في الشرق الأوسط، مثل الضغط على أنظمة غير مستقرةورأى كابلنسكي أن مفاعيل التهديد الإيراني النووي تتجاوز حدود إسرائيل، وقد تصل إلى أوروبا، مشدداً، في كلمة أمام مؤتمر لرؤساء السلطات المحلية في إسرائيل في مستوطنة «معاليه هاحاميشة» أمس، على أن هذا التهديد يمثّل العامل الأكثر بروزاً في السياقات السلبية التي تحصل في المنطقة، والتي يعود بعضها إلى حرب لبنان، فيما بعضها الآخر سابق لها. وقال كابلنسكي إن «الإيرانيين اتخذوا قراراً استراتيجياً بامتلاك قدرات نووية، وبحسب تحليلي، فإن كل الإجراءات التي تحصل ضد إيران من المجتمع الدولي، تهدف في نظر الإيرانيين إلى كسب الوقت ومحاولة إيجاد تصدعات في السور الدولي». واعترف كابلنسكي بأن إيران تنجح في مناوراتها السياسية، مشيراً، في هذا السياق، إلى تلقّيها أخيراً «إرسالية سلاح من روسيا تضمنت صواريخ مضادة للطائرات، وإلى إجرائها اتصالات حالياً مع الصين (للحصول على أسلحة أخرى)».
ورأى كابلنسكي أن إيران تحاول أن تحوّل سوريا إلى بلد تحت رعايتها، «وهي تعمق تدخلها في هذا البلد، كما في السلطة الفلسطينية». وأكد أن الإيرانيين يساعدون عبر الأموال والتدريبات والسلاح على إقامة منظمات «إرهابية» في الضفة والقطاع، مشدداً على أنه «كلما تعمقت العلاقة بين حزب الله وسوريا وإيران وحماس كان علينا أن نكون أكثر قلقاً ويقظة».
ولإدخال بعض التعديل على الألوان القاتمة للصورة التي رسمها، تطرق كابلنسكي إلى نقاط رآها إيجابية، حصلت في الفترة الأخيرة. ومن هذه النقاط «تبلور محور من الدول المعتدلة بعد حرب لبنان الثانية». وتضم هذه الدول كلاًّ من السعودية ومصر والأردن وجزءاً من دول الخليج، التي «يمكن أن تجد، بمعيّتنا، مصلحة مشتركة في كبح محور الشر والعناصر الراديكالية في المنطقة».
وقال كابلنسكي إن حرب لبنان أدت إلى توجهات متداخلة في المنطقة، حيث «سوريا وحزب الله يواصلان طوال الوقت تعزيز قوتهما (تحضيراً) لجولة إضافية».