ندد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية بشدة، في حديث للتلفزيون الايراني أمس، بدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اجراء انتخابات تشريعية مبكرة، معتبراً أنها ستزيد حدة “الازمة والتوترات، وستؤدي إلى الفوضى”.وقال هنية “اعتقد أن الدعوة إلى إجراء انتخابات بهذه الطريقة فيها عدم احترام للشعب الفلسطيني”. وأضاف: “اعتقد أن ذلك سيزيد حدة التوتر وسيكون له تأثير سلبي”.
واتهم هنية حركة “فتح” بأنها دفعت باتجاه إفشال المفاوضات مع “حماس” لإقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وقال: “للأسف، المباحثات فشلت بسبب تعنت وعدائية اخواننا في السلطة الفلسطينية”. وأضاف “انهم يريدون حكومة من دون اي عضو من حماس. انهم يسعون الى اقصائنا عن السلطة”. وتابع: “لكن لا الضغط الداخلي ولا الخارجي سيؤثر فينا. ولن نفعل بالتالي ما يريدون”.
وكان هنية قد التقى أمس مرشد الثورة الاسلامية الإيرانية علي خامنئي، الذي اشار، خلال اللقاء، الى المحاولات التي بذلت منذ عام 1948 لنسيان القضية الفلسطينية وشطب اسم هذه الارض الاسلامية، معتبراً أن عدم تحقق هذه المحاولات على ارض الواقع من “العلامات الإلهية”.
وشدد خامنئي على أن “عودة فلسطين بجميع اجزائها الى الفلسطينيين وتأليف الحكومة الفلسطينية في هذه البلاد، ممكن في ظل الكفاح والصمود، وإن هذا الامر سيتحقق بكل تأكيد”.
كما اشار خامنئي إلى “الوعد الإلهي بالنصر”، قائلاً ان الشعب الفلسطيني يتحرك كل يوم نحو الأمام “وإني على ثقة بأن هذه البلاد ستدار يوماً ما على يد الفلسطينيين”.
وأعرب هنية عن ارتياحه البالغ للقاء قائد الثورة الاسلامية، معتبراً أن “إيران هي الداعم الحقيقي للشعب الفلسطيني وقضيه تحرير القدس”. وأكد أن الحكومة الفلسطينية الحالية لن تعترف ابداً بإسرائيل، قائلاً إن “المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وهي خيار جميع الفلسطينيين وخيار جادّ وغير تكتيكي”.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حث هنية على عدم الرضوخ للضغوط من أجل الاعتراف بإسرائيل ومواصلة محاربة الدولة اليهودية.
وقالت وكالة “انباء الطلبة” شبه الرسمية، إن نجاد قال لهنية في طهران إن “الأمة الايرانية ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني كتفاً لكتف حتى يتم تحرير القدس... ولن تقصّر في أي نوع من أنواع الدعم”.
وغادر هنية طهران، في ختام جولة استمرت أربعة أيام. ومن المقرر أن يبدأ اليوم زيارة للسعودية.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم حركة “حماس” في غزة، فوزي برهوم، إن “علاقاتنا مع السعودية قوية للغاية لأننا نعتمد على دعم الدول العربية والاسلامية على حد سواء”.
ونفى برهوم ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن طلب تقدمت به السعودية لـ “حماس” من أجل قطع علاقاتها مع إيران، مشدداً على أن حركته تتمتع بعمق عربي وإسلامي واسع وليست في “جيب” أحد.
وكان مصدر في مكتب هنية قد نفى في وقت سابق بشكل قاطع ما تردد عن رفض السعودية استقبال رئيس الوزراء الفلسطيني خلال جولته العربية والاسلامية الحالية. وأبدى المصدر “استغرابه لقيام جهات غير مخولة بتسريب مثل هذه الانباء”.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، د ب ا)