الدعوات والتحذيرات العربية والدولية من خطورة الوضع في لبنان لا تزال مستمرة، وصدر أبرزها أمس عن البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي دعا “اللبنانيين ومسؤوليهم السياسيين إلى الحرص فقط على خير البلاد والتوافق بين طوائفها”.وقال البابا، الذي كان يلقي كلمة أمام آلاف الأشخاص والسياح الذين تجمعوا في ميدان القديس بطرس: “أتابع بقلق شديد ما يجري في الشرق الأوسط حيث يتناوب بريق الأمل... مع التوترات والصعوبات التي تثير المخاوف من أعمال عنف جديدة”. وأضاف: “إن لبنان يستحق لفتة خاصة... لأن بشراً مختلفين على الصعد الثقافية والدينية مدعوون للعيش معاً، اليوم مثل الأمس، ولبناء أمة حوار وتعايش”.
وخلص الحبر الأعظم إلى القول: “آمل أيضاً أن تساعد الأسرة الدولية (اللبنانيين) على إيجاد الحلول الملحة والضرورية من أجل السلام في لبنان والشرق الأوسط بمجمله”.
وفي الكويت، حذر المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، جيمس جيفري، من أن الوضع في لبنان قد يشهد “مزيداً من التدهور إذا حاولت أي مجموعة، وخصوصاً بدعم من الخارج وبالتهديد بالعنف، أن تفرض إرادتها بالقوة على الآخرين”. وأضاف بعد محادثات مع المسؤولين الكويتيين، “نعتقد أن الأمر سيصبح مأساة، ليس فقط للبنانيين، بل للمنطقة (الشرق الأوسط) برمتها”.
وفي عمان، حذرت النقابات المهنية الأردنية، في بيان أمس، من خطورة أن تؤدي الاعتصامات والتظاهرات إلى “الاقتتال الداخلي”. وقال البيان: “نقول للمتظاهرين في ساحات بيروت إن الوسائل السلمية والحضارية التي تتبعونها لتبادل السلطة مشروعة، على أن لا تؤدي إلى الاقتتال الداخلي”.
ودعا البيان اللبنانيين جميعاً إلى جعل “صوت لبنان العربي الحر أعلى من كل الطوائف والاحزاب”. وأضاف: “كنا نتمنى على الحكومات العربية أن تتجلى سيادتها وقرارها المستقل في الوقوف مع لبنان، كل لبنان، لا أن تتخندق مع صف ضد آخر لتزيد لهيب الخلاف احتداماً كأن الوصول إلى حافة الحرب الأهلية مسعاها ومرماها”.
وتابع البيان: “كان بودنا وبرغبة كل المخلصين المحبين للبنان وقواه الحية المناهضة للاحتلال والهيمنة الأجنبية، أن تجري فصول هذه المعركة على قواعدها الشورية والديموقراطية والشعبية السلمية والحضارية بعيداً عن الاستقطاب والمحاور الخارجية المشبوهة”.
إلى ذلك، أعلنت “كتائب شهداء الأقصى”، التابعة لحركة “فتح”، دعمها ومساندتها لحزب الله ولقوى المعارضة اللبنانية المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكدت الكتائب، في بيان، على “أن المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله وأمينها العام السيد حسن نصر الله تحظى بثقة وتأييد الشارع الفلسطيني، إضافة إلى مكانتها العربية والإسلامية”.
وتابعت الكتائب: “إن الذي يحرر الأرض والإنسان من ظلم الاحتلال، ويقدم أبناءه شهداء من أجل الوطن وكرامته هو الاكفأ والأقدر والأحرص على حماية الوطن، وهو الأجدر من غيره برسم معالم مستقبله بكل ثبات وأمانة”.
(أ ب، أ ف ب، د ب أ، رويترز)