strong>متكي للأميركيين: نحدد كيف سنساعدكم على الخروج من العراق عندما تعلنون عزمكم على الانسحاب
شنّ الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس هجوماً قاسياً على تقرير مجموعة الدراسات حول العراق، الذي أصدرته لجنة بيكر ـــ هاملتون الأربعاء الماضي، رافضاً اياه «بشكل كلي» ومعتبراً أنه «إهانة للشعب العراقي»، مشيراً الى التحرك الذاتي الذي يقوم به العراق تجاه جيرانه، وخاصة ايران التي زارها سابقاً وسوريا التي أعلن زيارتها قريباً.
وقال الطالباني، للصحافيين في مقره الرئاسي، «أعتقد أن تقرير بيكر ـــ هاملتون غير عادل وغير منصف ويتضمن فقرات خطرة من شأنها أن تقوض سيادة العراق ودستوره». وأضاف «أرفض التقرير بشكل كلي».
وندّد الرئيس العراقي بالتقرير واصفاً إياه بأنه «يتعامل مع العراق كمستعمرة ناشئة يفرض شروطه عليها ويتجاهل حقيقة كوننا بلداً سيداً ومحترماً»، مضيفاً «أعتقد أن الرئيس (الأميركي) جورج بوش مبدئي وهو مصمم على إنجاح المشروع الديموقراطي في العراق».
وأضاف الطالباني «باشرنا مفاوضات مع ايران وسوريا قبل تقرير بيكر ـــ هاملتون، وزرت ايران وأنا على وشك زيارة سوريا. أعتقد أنه بالاتفاق معهما يمكن تحقيق الأمن والاستقرار بدرجة كبيرة». وتابع أن «التقرير يعدّ نوعاً من الإهانة للشعب العراقي. هذا ليس من صلاحيته. نحن دولة مستقلة نرسم سياستنا في البلاد، لدينا برلمان ووزارة وحدة وطنية، نحن نتولى شؤوننا لا بيكر ولا غيره».
ورأى الرئيس العراقي أن التقرير «يتجاهل النضال الطويل للشعب العراقي ضد الديكتاتورية»، مشيراً الى أنه، ورئيس الوزراء نوري المالكي، طالبا باستمرار «بتسلّم المزيد من المسؤوليات الأمنية».
وقال الطالباني «نعتقد أن العراق يجب أن يستعيد سيادته في المجال الأمني. وأن تكون السيطرة للعراقيين بصورة تدريجية، وكذلك نطالب بأن تنفّذ الخطة الامنية بالتوافق الكامل بيننا وبين قوات التحالف الموجودة وبألا يتخذ طرف قراراً دون الآخر».
وأعلن وزير الخارجية الاميركي الأسبق لورانس ايغلبرغر، العضو في لجنة بيكر ـــ هاميلتون، أمس، أن «نجاحاً تاماً لقوات التحالف في العراق مستحيل».
وندَّد «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، في بيان نشر على شبكة الانترنت أمس، بتوصيات تقرير لجنة بيكر ـــ هاميلتون في شأن الوضع في العراق وقارنها باتفاقية سايكس ـــ بيكو ودعا أنصاره الى إفشالها.
من جهة أخرى، طالب رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، خلال جلسة للبرلمان أمس، بإعادة تأليف الحكومة العراقية بأسرع ما يمكن متهماً إياها بأنها «فشلت» في تنفيذ برنامجها السياسي.
وجاءت مطالبة المشهداني على خلفية قيام ميلشيات شيعية بتهجير نحو 150 عائلة سنية من منطقة الحرية الثالثة شمال غرب بغداد مساء أول من أمس.
وهدد «الحزب الاسلامي العراقي»، أكبر أحزاب العرب السنة، امس، بعدم الانضمام الى أي حكومة جديدة اذا لم يشكل الحزب فيها «رقماً حقيقياً في القرارين الأمني والسياسي».
وطالب الحزب، الذي يشغل منصب أمينه العام نائب رئيس الجمورية طارق الهاشمي، بأن ينص الاتفاق المسبق على «اعادة التوازن الامني والوطني والتوافق السياسي وتفكيك منظمات الإرهاب الإجرامية من ميليشيات وغيرها»، وجدد رفض «كل أنواع العنف او الإرهاب الموجه ضد السنة او الشيعة او الأقليات الأخرى».
وتوجَّه الهاشمي الى الولايات المتحدة أمس، بدعوة رسمية للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش غداً.
وطالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في بيان له أمس، بمحاسبة جميع الوزارات الامنية والخدمية وإبعاد المسؤولين فيها في حال ثبوت تقصيرهم.
ميدانياً، قتل 29 شخصاً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة وقعت في بغداد وبعقوبة والرمادي وكركوك وتكريت، أمس، بينهم عقيد في الشرطة يعمل في حماية رئيس حزب «المؤتمر الوطني العراقي» احمد الجلبي، الذي اغتاله مسلحون غربي بغداد، فيما عثر على 17 جثة في أنحاء متفرقة من العاصمة العراقية.
الى ذلك، هرب أيمن السبعاوي، نجل سبعاوي ابراهيم التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، من سجن بادوش شمال غربي مدينة الموصل أول من أمس، وذلك بعدما أبلغ قائد الحراسة الليلية في السجن الحراس بأنه سينقله الى سجن أخر، علماً بأن السبعاوي متهم بتمويل المسلحين السنة. وألقت السلطات العراقية القبض على مدير السجن أمس.
وقام وزير الدفاع الأميركي المستقيل دونالد رامسفيلد بزيارة مفاجئة إلى العراق لوداع القوات الأميركية، وذلك قبل حوالى أسبوع من ترك منصبه.
ونقلت شبكة «سي ان ان» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) العميد تود فيسيان قوله إن زيارة رامسفيلد لبغداد، التي أحيطت بسرية تامة، تأتي للتعبير عن «تقديره للجهود والتضحيات التي تقوم بها القوات الأميركية في العراق».
ولم يحدد البنتاغون موعد وصول رامسفيلد إلى العراق إلا أنه أشار إلى مغادرته الولايات المتحدة ظهر الجمعة «عقب لقاء وداعي مؤثر مع موظفي وزارته».
على صعيد آخر، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أمس أن طهران تريد أن ترى مؤشراً واضحاً على أن واشنطن غيرت موقفها تجاه طهران.
وقال حسيني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، «يجب أن تغير أميركا سياساتها عملياً. سياسات أميركا تجاه إيران كانت تمديد العقوبات لخمس سنوات أخرى وتجميد أصول إيران والضغط على المفاوضات (النووية)».
ورأى المتحدث الايراني أن «وجود القوات الأميركية في العراق هو العامل الرئيسي في توتر الامن وانعدامه في هذا البلد».
وأشار حسيني إلى ما اعتبره شرطاً اميركياً مسبقاً لإجراء مباحثات مع ايران، قائلاً إن «أميركا كالغريق لكنه يعلن شرطاً مسبقاً من أجل انقاذه ويستخدم أسلوب الإهانة والتهديد».
وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد أعلن، في المنامة أول من أمس، أن طهران مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق، من دون ان يكشف شكل هذه المساعدة.
وقال متكي «عندما يعلنون (الأميركيين) عزمهم على الانسحاب سنعلن كيف سنساعدهم»، مضيفاً إنه «على الأميركيين مساعدة أنفسهم قبل أي أحد آخر والخطوة الأولى هي إدراك واقعي للوضع في العراق».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي،
الأخبار، أ ب)