واشنطن ــ محمد دلبح
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن الكثير من قطع الأسلحة، التي خصصتها الولايات المتحدة لعشرات الآلاف من قوات الشرطة والجيش العراقيين، سُرقت أو بيعت لتستقر في السوق السوداء حيث تباع بأثمان باهظة.
وكشفت الصحيفة أن هذه الأسلحة تتضمن رشاشات «كلاشينكوف» ومسدسات من عيار 9 ملم، وهي متوافرة فى الوقت الراهن داخل المحال التجارية والأسواق، مشيرة الى أن أسعار هذه الأسلحة آخذة في الارتفاع مع اتساع رقعة الحرب المذهبية، حيث يرفع العديد من الذين يشترون هذه الأسلحة لبيعها في السوق السوداء، أسعارها لتصبح أعلى بكثير من الأسعار التي كانت سائدة عند بدء الغزو الأميركي للعراق.
وقالت «نيويورك تايمز» إن ارتفاع الأسعار شجَّّع على ظهور «شكل ماكر من الفساد العراقي، الذي يتمثل في نقل أسلحة الشرطة والجيش العراقيين من المخازن التابعة لقوات الأمن الى السوق السوداء».
ونقلت الصحيفة عن رئيس مكتب التحقيقات السياسية في محافظة السليمانية العميد حسن نوري، قوله إن كل أنواع الأسلحة التي يقدمها الأميركيون تذهب فى نهاية الأمر الى السوق السوداء. وقال نوري إن «هذه الأسلحة تذهب من الجيش الأميركي الى الجيش العراقي ثم الى أيدى المهربين»، مضيفاً أنه تمكن من مصادرة العديد من هذه الأسلحة بعدما اشتراها من «ارهابيين».
من جهة أخرى، تواصل الإدارة الأميركية البحث عن خيارات لحل مأزقها في العراق، ومن بينها النقل التدريجي للمهمات الأمنية إلى قوات الحكومة العراقية وتحويل القوات الأميركية إلى وحدات صغيرة تضم كل منها ما بين 11 الى 15 جندياً وضمها بالتالي، إلى القوات العراقية للعيش والعمل معها تحت غطاء أطقم تدريب، إلا أن قادة الاحتلال الأميركي يقرون بأن تلك المهمة تحمل «مخاطر عالية» على حياة الجنود الأميركيين.
وفيما تشهد الولايات المتحدة، وخاصة في أعقاب صدور تقرير «بيكر ــ هاملتون»، جدلاً كبيراً بشأن مستقبل الوضع في العراق والدور الأميركي فيه، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أنه لم «يعد هناك اتفاق بين الكثير من أفراد العائلات الأميركية، الممزقة نفسياً لفقد أحباء لهم، على ما يتعين عمله في العراق أو الكيفية التى ستؤثر بها وفاة هولاء الأحباء في مجريات الأحداث».
ورأت الصحيفة أنه «كان هناك توافق جماعي في واقع الأمر بين عائلات العسكريين الأميركيين فى تأييدهم للحرب على العراق، عندما بدأت قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف، لكن في الوقت الذي شهدت فيه البلاد تراجعاً في تأييدها لهذه الحرب، بدأت التصدعات تظهر كذلك بين هؤلاء الذين كانوا من أكثر مؤيديها».