برلين ــ غسان أبو حمد
برلين تتجه إلى الشرق الأوسط: تعزيز الرباعية وإحياء السلام

الوضع اللبناني كان على جدول لقاء الرئيس المصري حسني مبارك والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، حيث أعلنا دعمهما لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، في وقت تبلور التوجه الألماني إلى الشرق الأوسط، مع قرب تسلّم برلين رئاسة الاتحاد الأوروبي، وهو ما عبّرت عنه ميركل بالتشديد علىضرورة «إحياء عملية السلام على المسار الفلسطيني الإسرائيلي».
وقالت ميركل، بعد لقائها مبارك في برلين، إن ألمانيا ستبذل إمكاناتها لإعادة تجهيز وتدريب القوات المسلحة العراقية، وأضافت: «نحن ندرس المزيد من إمكانات المساعدة كي يستطيع العراق حماية نفسه بأمنه الذاتي».
وشددت ميركل على أن الحكومة الألمانية تدرس حالياً إمكان تدريب القوات المسلحة العراقية خارج الأراضي العراقية. وأشارت إلى خطوة تعاون قائمة في هذا المجال بين وزير الدفاع الألماني ونظيره العراقي.
ورأت المستشارة الألمانية أن «إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط يتطلب تعاوناً بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا وأوروبا، لأن المسار السياسي للحل هو المسار الوحيد، وهذا الأمر يتطلب خطوات تعاون ومساعدة تدريجية من كل من مصر والمملكة العربية السعودية والأردن».
ووجهت ميركل انتقاداً للموقف السوري بسبب بطئه في اتخاذ خطوة الاعتراف الدبلوماسي بلبنان. وأعلنت، والرئيس المصري، دعم الحكومة اللبنانية والتضامن مع رئيسها فؤاد السنيورة. وانتقدت موقف سوريا وطالبت دمشق ببذل المزيد من الجهد البنّاء لعودة الاستقرار إلى لبنان.
ورأت المستشارة الألمانية أن تقرير «لجنة بيكر وهاملتون» أعطى توصيفاً واقعياً للأوضاع الحالية في العراق، وأن ما على الولايات المتحدة سوى وضع هذا التوصيف والحلول قيد التنفيذ. وأشارت إلى أن تحقيق السلام ممكن في الشرق الأوسط إذا ساعدت ودعمت كل من مصر وإسرائيل هذا المسار السلمي.
وكانت ميركل قد أعلنت، في كلمة وجهتها عبر الإذاعة الألمانية، أن بلادها ستبادر إلى اتخاذ خطوات حاسمة إبان تسلمها لرئاسة الاتحاد الاوروبي في مطلع العام المقبل، وأبرز هذه الخطوات إعادة الحياة إلى اجتماعات الدول الأربع المعنية بقضية الشرق الأوسط، وهي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة.
وشددت المستشارة الألمانية على تأييدها للمقترحات التي حملتها مبادرة «لجنة بيكر»، التي تشكل انعطافاً وتحوّلاً في سياسة الولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط. وأعربت عن تأييدها لـ«حق إسرائيل بالوجود» وللاستقرار في لبنان ولحقّ الفلسطينيين بدولة، كما أكدت أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه مصر وسوريا في هذا المجال، مشيرة إلى أن وجود البحرية الألمانية على الشاطئ اللبناني يشكل جزءاً من الخطوات المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.