موسكو ــ حبيب فوعاني برلين ــ غسان أبو حمد

لا تزال فصول دراما تسميم الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو، مرشحة للتفاعل، بعدما انتقل مسرح أحداثها في نهاية الأسبوع الماضي إلى ألمانيا، حيث عثرت شرطة هامبورغ على آثار مادة البولونيوم 210 المشعة في احدى الشقق، فيما كشفت أرملة الجاسوس السابق أنه أغضب اعضاء في أجهزة الأمن الروسية عندما تحدث ضدهم علناً لكنها لم تتصور قط أنهم سيقتلونه.
وأعلنت الشرطة البريطانية امس، أن كميات قليلة جدّاً من مادة البولونيوم 210 اصابت اثنين من ضباطها المشاركين في التحقيق في تسميم ليتفينينكو.
وأكد خبراء الهيئة الألمانية للحماية من الإشعاعات، أن آثار المادة التي عثر عليها أثناء تفتيش عدد من الشقق في مدينة هامبورغ خلال اليومين الماضيين هي على الارجح للنظير المشع (البولونيوم 210 السام) وهي المادة التي استخدمت في التخلص من ليتفينينكو.
وكانت الشرطة الألمانية قد دهمت شقق العميل السابق في الاستخبارات الروسية، دميتري كوفتون وزوجته السابقة في هامبورغ، وشقة والدة زوجته في هازيلاو، نظرا لأنه التقى المعارض الروسي في الاول من الشهر الماضي في لندن، قبل ثلاثة أسابيع من وفاة ليتفينينكو. ثم أصيب كوفتون نفسه بالمادة نفسها التي قتلت ليتفينينكو ويعالج حالياً في أحد مستشفيات موسكو.
من جهتها، اكدت مارينا ليتفينينكو (44 عاماً)، لصحيفة “صنداي تايمز” امس، أن عميل زوجها كان يعتقد بأنه يعيش بأمان في بريطانيا. وأضافت: “كان له اعداء بالتأكيد، لكن ليس الى درجة قتله بهذه الطريقة الرهيبة. لم يشعر ساشا (ألكسندر) يوماً بأنه هدف للقتل”.
وفي السياق نفسه، قالت مارينا لصحيفة “ميل أون صنداي” الاسبوعية: “من الواضح أنه ليس (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين نفسه (من قتل زوجها). بالطبع لا. لكن من أحاط بوتين بهم نفسه في روسيا يجعل من الممكن قتل مواطن بريطاني على أرض بريطانية. وأنا أعتقد أنها السلطات الروسية”.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “صنداي تلغراف” البريطانية أنها حصلت على سلسلة رسائل كتبها الضابط السابق في الاستخبارات الروسية ميخائيل تريباشكين، والذي يمضي عقوبة السجن في روسيا بتهمة إفشاء أسرار الدولة والاحتفاظ بالسلاح بشكل غير قانوني.
ويحذر تريباشكين في هذه الرسائل، زميله السابق ليتفينينكو من الأخطار التي تهدد حياته وأفراد أسرته. وفي رسالته المؤرخة في 20 تشرين الثاني، أي قبل ثلاثة أيام من وفاة ليتفينينكو، حذّره تريباشكين من عاقبة سكوته، ورجاه المطالبة بفتح تحقيق بقضية تسميمه.