موسكو ــ حبيب فوعاني
اكتسبت زيارة أمين مجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف في الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة، أهمية خاصة في ضوء النقاش غير الرسمي في مجلس الأمن أمس حول مشروع القرار “المخفف” المتعلق بإيران، والذي وزعته “الترويكا الأوروبية” (بريطانيا، فرنسا وألمانيا) على الصين وروسيا والولايات المتحدة والأعضاء العشرة الآخرين في مجلس الأمن.
ويوسع مشروع القرار الجديد قائمة السلع التي بإمكان طهران أن تشتريها أو تبيعها، ويستثني من العقوبات بناء روسيا مفاعل بوشهر الذي تشيّده في إيران، وتزوده الوقود. لكن مشروع القرار يبقي في القائمة الجديدة الحظر على توريد المواد المزدوجة الاستخدام، استناداً إلى ما تراه كل دولة على حدة. ولا يزال ينص على تجميد أموال الأفراد والجماعات والمؤسسات، التي لها علاقة بالبرنامج الإيراني النووي في الخارج وحظر سفرهم.
ومع ذلك، رحّب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس بالصيغة الجديدة لمسودة القرار الدولي. وقال إن مشروع القرار الجديد “وضع على أساس الاقتراحات الروسية”، وأنه “لا يقترح فرض عقوبات اعتباطية على طهران”.
وتريد روسيا أن يكون مشروع القرار المقترح موجهاً نحو تشجيع طهران على التفاوض لا على معاقبتها. وإذا كان مستحيلاً تجنب العقوبات على إيران، فمن الضروري أن تقتصر على حظر المواد والتكنولوجيات الحساسة، التي يمكن استخدامها في صنع الأسلحة النووية، وأن تحدد فترة مفعولها الزمنية، للعودة بعد ذلك إلى مناقشة هذه القضية.
وفي ضوء ذلك، ورغم التعتيم الإعلامي، الذي يطبع زيارة إيفانوف إلى الولايات المتحدة، يبدو أن أمين مجلس الأمن القومي الروسي، والذي يعدّ حلقة الوصل الرئيسية في الاتصالات بين روسيا وإيران، قد توصل في مباحثاته في الولايات المتحدة إلى حل وسط في هذه القضية.
ورجح أحد المصادر الروسية أن يكون أحد أهداف “الهستيريا”، التي تثيرها وسائل الإعلام الغربية عن مقتل ضابط الاستخبارات الروسية السابق ألكسندر ليتفينينكو، هو الضغط على الكرملين خلال المساومات، التي تجري وراء الكواليس بين الجانبين الأميركي والروسي، لتليين موقف موسكو في مجلس الأمن من المشكلة النووية الإيرانية. ولا يستبعد هذا المصدر أن تمتنع موسكو وبكين عن التصويت عند طرح مشروع القرار في مجلس الأمن. وذلك بالطبع “لا ينقذ إيران، لكنه يسمح للصين وروسيا بحفظ ماء الوجه”.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوكالة الذرية الروسية سيرغي كيريينكو، الذي اجرى امس محادثات في طهران، إن روسيا تعارض كلياً ظهور دول نووية جديدة، ولن تسمح به، مشدداً على أن ذلك ينطبق على كل الدول في العالم ومنها إيران. لكنه أضاف أن من الضرورة بمكان معالجة الملف النووي الايراني “دبلوماسياً”.
(الأخبار، ا ف ب، رويترز،
ا ب، يو بي آي)