أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس «التوجه الاستراتيجي السلمي لسوريا»، فيما اعلن نائبه فاروق الشرع استعداد دمشق للتعاون الجاد مع الاتحاد الأوروبي إزاء قضايا المنطقة. وأعرب الأسد، خلال استقباله وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت، عن اقتناعه «بأن الامن والاستقرار في المنطقة لا يمكن ان يتحققا الا باقامة السلام العادل والشامل وباعادة الحقوق لاصحابها».وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان بوت عرض مع الاسد «مجريات الاحداث الدائرة في العراق والاراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان».
أما الشرع، فشدّد من جهته، خلال اجتماعه مع بوت، على الدور الذي يمكن أن يضطلع به الاتحاد الأوروبي إزاء قضايا المنطقة واستعداد سوريا للتعاون الجاد معه من أجل التوصل إلى رؤية تضمن مصالح جميع الأطراف، فضلا عن الاستعداد للتعاون مع كافة الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة.
وفي الإطار نفسه، شدّد وزير الخارجية وليد المعلم، خلال استقباله بوت أيضا،ً على «ضرورة أن ينخرط الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
أما بوت فقال من جهته، خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارته القصيرة لدمشق التي وصلها أول من أمس، أن «سوريا بلد رئيسي في الشرق الاوسط، انه يتحمل مسؤوليات مهمة، وانا واثق من ان انظار اوروبا ستتجه الى هذا البلد في حال ادى دورا بناء في النزاع الفلسطيني وفي لبنان والعراق». واضاف «نعتقد ان سوريا يمكن ان تكون مفيدة جدا في (تعزيز) وقف اطلاق النار» بين الفلسطينيين واسرائيل، معتبرا ان «الحوار سيكون بناء اكثر اذا شجعت سوريا حماس على المشاركة فيه في شكل بناء». وأشار بوت الى انه تلقى «اشارات ايجابية» من المسؤولين السوريين الذين التقاهم.
وأوضح «اكدوا لي ان سوريا تريد اداء دور بناء في الازمة اللبنانية، خاصة من اجل تطبيق القرار (الدولي) 1701»، مشددا على «اننا ندعم الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة». وأوضح انه سيبلغ نظراءه الأوروبيين ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بزيارته لدمشق، لافتا الى ان «هذا الامر سيساهم في تحسين العلاقات بين سوريا من جهة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من جهة اخرى».
من ناحية أخرى، شدد النائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام، على ضرورة أن يكون التغيير في سوريا «وطنياً وعبر الشعب»، رغم العوائق التي قال إن «النظام خلقها والخوف الذي زرعه بين نفوس المواطنين».
وقال خدام، في رسالة وجهها إلى السوريين أمس، ان «جبهة الخلاص الوطني»، التي أسسها مع المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا علي صدر الدين البيانوني ومعارضين آخرين، «وضعت برنامجاً يقوم على العمل على كسر جدار الخوف لدى السوريين وذلك بالحملة على رئيس النظام (الأسد) وأسرته وكشف ملفات الفساد والقمع وكسر هيبة رئيس النظام وهيبة النظام».
وفي هذا السياق، رأت جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا أن «لبنان الديمقراطي الحر الموحد» هو المطلب والمخرج وهو الأمان للبنانيين جميعاً الذين دعتهم إلى الإحتكام للمؤسسات الدستورية.
وقالت الجماعة، في بيان أصدرته من لندن أمس، «لا يمكن أن يكون لبنان لبناناً إذا كان فيه فريق،مهما علا شأنه وكثر عدده، يظن أن من حقه أن يستأثر بلبنان الدولة والسيادة والقرار أو يظن أن الديموقراطية تُصنع في صخب الشوارع لا عبر صناديق الإقتراع».
في المقابل، أعلن المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمد مهدي عاكف أمس تأييد تنظيمه للمبادرة التي طرحها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لإنهاء الإحتقان في لبنان.
وقال عاكف، في بيان، ان الإخوان المسلمين يناشدون «الأطراف اللبنانية أن تكون مواقفُها ترجمةً لإدراكها بحجم التهديدات التي تحيط بلبنان، ومؤامرات وأطماع العدو الصهيوني، الذي يحتل بلدًا شقيقًا مجاورًا وأجزاءً عزيزةً من لبنان، فضلاً عن المخططات الأميركية في المنطقة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، سانا)