تخوض إيران هذه الأيام معركتي دفاع شرستين مع المجتمع الدولي: الأولى تتعلق ببرنامجها النووي على خلفية مشروع القرار المطروح لفرض عقوبات عليها. أما الثانية فتتعلق بردود الفعل الشاجبة لرعاية طهران مؤتمراً دولياً يشكك في المحارق النازية.وفي هذا السياق، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أمس أن بلاده “ستحقق مزيداً من التقدم” في برنامجها النووي، مؤكداً أن طهران “بلغت مستوىً عالياً جداً” في التكنولوجيا النووية. وقال: “بالطبع، ليست هذه نهاية الطريق، والأمة الإيرانية ستحقق مزيداً من التقدم في هذا المجال”.
أما أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني فقال من جهته إن إيران ترفض المشروع الأخير المطروح على مجلس الأمن الدولي المتعلق بفرض عقوبات عليها. وأضاف لاريجاني أن «مشروع القرار الأخير لمجلس الأمن مرفوض من قبلنا، لأن هذا القرار يفرض قيوداً على إيران بشأن استخدام الطاقة النووية».
وبشأن رد فعل روسيا والصين على المشروع، أكد لاريجاني أن على «موسكو وبكين أن تتخذا مواقف قوية تتناسب مع إمكاناتهما».
وكان لاريجاني قد قال أول من أمس إن احتمال إصدار قرار لمجلس الأمن ضد إيران قد يكون لعبة أميركية لبث الفرقة في الشؤون الداخلية الإيرانية، على أعتاب الانتخابات الحساسة لمجلس خبراء القيادة ومجالس البلديات.
وأشار لاريجاني، في كلمة في مدينة بابل شمالي طهران، إلى أن نظرة أميركا وسائر أعداء الجمهورية الاسلامية إلى الأوضاع الداخلية في البلاد تشهد تغييراً، مشدداً على «أن الأعداء يحاولون الاصطياد في الماء العكر من خلال بث الفرقة والتناحر بين الشيعة والسنة، والطوائف والتيارات السياسية المختلفة».
وفي رده على سؤال بشأن الضغوط الاميركية لمنع إيران من استخدام الاسلحة النووية، أكد لاريجاني أن إيران ليست لديها نية مطلقاً لاستخدام اسلحة نووية.
وشدد لاريجاني، من جهة أخرى، على أن «انتصار حزب الله اللبناني في مواجهته للعدوان الصهيوني هو ثمرة من ثمار فكر الأمام الراحل» الخميني، التي «انتشرت وتنتشر بسرعة في بلدنا ودول الشرق الاوسط الواحدة تلو الاخرى».
ومعروف أن الدول الكبرى الست (5+1)، المعنية بالملف النووي الايراني، تنظر حالياً في مشروع قرار دولي لفرض عقوبات على طهران بسبب رفضها وقف برنامج تخصيب اليورانيوم.
في هذا الوقت، تواصلت ردود الفعل المنتقدة للمؤتمر الذي عقد في طهران الاثنين والثلاثاء الماضيين حول قضية المحرقة النازية في الحرب العالمية الثانية. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن “موسكو تعارض أي تشويه للحقائق التاريخية أو إخفاء حقيقة الجرائم الوحشية التي ارتكبتها النازية وتغيير نتيجة نضال البشرية العسير ضد النازية”.
بدورها، نددت الحكومة الاسبانية باستضافة طهران للمؤتمر. وقالت، في بيان، ان «الحكومة الاسبانية تدين» مثل هذه التظاهرات التي تروج «لتوترات لا طائل منها» من خلال بث «شكوك حول بديهيات تاريخية تتعلق بعمليات ابادة وانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ارتكبها النازيون».
كما وصفت صربيا عقد ايران لمؤتمر عن المحرقة النازية بأنه حدث “علمي كاذب ومؤذٍ”. وقالت انه محاولة “لدحض احداث لا يمكن دحضها حول مآساة الشعب اليهودي خلال الحرب العالمية الثانية”.
وفي هذا السياق، يمكن ان يواجه الاكاديمي الفرنسي روبرت فوريسون، الذي نفى حدوث المحرقة النازية، مشكلات قانونية في فرنسا على خلفية مشاركته في مؤتمر طهران.
وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إن فوريسون “ينبغي استدعاؤه الى المحكمة نتيجة لتعليقاته” خلال الملتقى “غير المقبول” في طهران .
وكان المؤتمر قد أعرب عن تشككه في ما إذا كانت ألمانيا استخدمت غرف الغاز لقتل ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية.
(رويترز، أ ب، مهر، أ ف ب، د ب أ)