حيفا ــ فراس خطيب
أظهر التقرير السنوي الثالث لعام 2006 الصادر عن «معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي»، التابع للوكالة اليهودية، أنَّ العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان «أضعف الشعب اليهودي في العالم لكونه توقع انتصاراً في تلك الحرب»، مشيراً إلى أنَّ «الجاليات اليهودية في أنحاء العالم فوجئت بضعف إسرائيل».
وقال تقرير المعهد، الذي يرأسه المبعوث الاميركي السابق الى الشرق الاوسط دينيس روس، إن العدوان الاسرائيلي على لبنان «يتربع على رأس المصائب التي تكبَّدها الشعب اليهودي»، في ظل غياب «انتصار إسرائيلي متوقع في الحرب». ورأى التقرير أنّ هذه الوضعية الناتجة من «حرب لبنان الثانية أضعفت الجاليات اليهودية في العالم التي فوجئت بمدى الضربات التي تعرضت لها اسرائيل».
وميَّز معدّو التقرير، في هذا الشأن، بين «يهود أوروبا» و«يهود الولايات المتحدة»، مدعين أنَّ «غياب الانتصار عن الوعي يقلق يهود أوروبا في ظل تعاملهم مع أقليات مسلمة وأطراف معادية للسامية ويزيد من قلقهم نتيجة تهديد الاسلام المتطرف».
أما بالنسبة ليهود أميركا «الآمنين في محيطهم»، فقد أشار التقرير إلى أنَّهم أعربوا عن «قلقهم الشديد على سلامة مواطني إسرائيل وفوجئوا كثيراً بمدى سهولة توجيه الضربات لها خلال الحرب». وتطرق التقرير أيضاً إلى «خشية يهود شمال أميركا من ازدياد أصوات في الإدارة الأميركية تطالب بسياسة معتدلة» في الشرق الأوسط «على حساب اسرائيل».
ورأى التقرير أنَّ هناك تغييرات «مقلقة» حلَّت على أوضاع الشعب اليهودي في عام 2006. وقال المدير العام للمعهد افينوعم بار ــ يوسيف «إنّ تقرير هذا العام يعكس أكثر الفترات تعقيداً وقلقاً من الفترات التي عرفها الشعب اليهودي ودولة اسرائيل». ومن المتوقع أن تعرض نتائج التقرير على وزراء الحكومة الاسرائيلية في الجلسة المقررة يوم غد.
وأظهر التقرير أيضاً أن «الزيادة الطبيعية لليهود في العالم تقترب من الصفر»، مشيراً إلى أن «معاداة السامية والإسلام المتطرف يقويان بصورة مستمرة». إلا أنَّ التقرير يشير إلى «نقطة ضوء»، تتلخص في أنَّ «الجالية اليهودية في اسرائيل باتت الأكبر في العالم للمرة الأولى». ويؤلّف يهود اسرائيل (5,309,000 شخص) نسبة 40 في المئة من مجموع اليهود في العالم (13.1 مليون يهودي). ويذكر أنَّ الجالية اليهودية في الولايات المتحدة كانت الأكبر حتى عام 2005.
ويفيد التقرير بأن «التقدم في البرنامج النووي الإيراني وازدياد قوة الاسلام المتطرف تطوران استراتيجيان أساسان في حياة الشعب اليهودي»، مشدداً على «وجوب منح هاتين النقطتين الاهتمام اللازم والكافي». ويوضح التقرير أن «الكابوس الناتج من إيران معادية للسامية، ناكرة للمحرقة ومعادية لاسرائيل، تحمل قنبلة نووية، ليس تنبؤاً مضللاً بل تهديد جاثم وملموس وليس فقط على إسرائيل».
وأظهر التقرير أن 92 في المئة من يهود العالم (لا يشمل اسرائيل)، يعيشون اليوم في أكثر من 20 دولة تتمتع بـ«جودة معيشية واضحة» في غرب أوروبا، الأمر الذي يجعل مكانة إسرائيل كملجأ للشعب اليهودي تتآكل.
ويشير التقرير إلى أنَّ الزيادة الطبيعية لليهود في العالم تقترب من الصفر لهذا العام، مشيراً إلى «نسبة الولادة المنخفضة والزواج في جيل متأخر، إضافة إلى الزواج المختلط مع ديانات اخرى، وهو ما يقلص من عدد اليهود عالمياً».
وأشار التقرير إلى أنّ عدد أفراد الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وهي هذا العام اكبر جالية يهودية في العالم، بلغ 2,275,000 يهودي. وأشار معدّو التقرير إلى انه «اذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسيعيش في اسرائيل حتى عام 2030، أكثر من نصف اليهود في العالم».
ويتوزع اليهود في باقي العالم على: أوروبا (9 في المئة)، والاتحاد السوفياتي سابقاً (3 في المئة)، وكندا (3 في المئة).