جددت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس رفض توصيات لجنة “بيكر ــ هاملتون” بشأن طلب المساعدة من إيران وسوريا، مشددة على أنه لا تراجع عن نشر الديموقراطية في الشرق الأوسط، بالتوازي مع إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وشدّدت رايس، التي كانت تتحدث إلى مراسلي ومحرري صحيفة “واشنطن بوست”، على أنها لا تريد مقايضة السيادة اللبنانية مع سوريا أو السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي من أجل الحصول على السلام في العراق. وقالت إنه يجب ألا تحتاج سوريا أو إيران إلى حوافز للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق، مشيرة إلى أنه «إذا كانت لهما مصلحة في استقرار العراق فستفعلان ذلك بأي حال». وأصرّت رايس على أنه لا تراجع عن الترويج للديموقراطية في المنطقة من قبل الإدارة الأميركية، وهو هدف لم يتم التركيز عليه في توصيات لجنة “بيكر ــ هاملتون”.
وأعادت رايس التأكيد على “متابعة مساعي السلام” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما كان أعلنه الرئيس جورج بوش في أيلول الماضي. وخاطبت الصحافيين في هذا الإطار قائلة: “استعدوا. سنذهب إلى الشرق الأوسط كثيراً”.
وأضافت رايس أنه “رغم النقد الضخم الذي تتعرض له سياسيات بوش من قبل بعض الخبراء والديموقراطيين، فإن المراجعة الشاملة التي تجريها الإدارة لسياساتها في العراق والمنطقة لن تؤدي إلى تغييرات أساسية في المقاربة الحالية”.
وأشارت وزيرة الخارجية في هذا المجال إلى أن الخطة الجديدة التي يعدها بوش ستكون عبارة عن “انحراف” في مسار التعاطي مع الحدث، ولكن الرئيس الأميركي لن “يغيّر بشكل جذري أياً من أهدافه أو تعهداته البعيدة المدى تجاه العراق”. ورأت رايس أن “الحلول لما يجري في العراق تكمن في بغداد، أي في قدرتهم (العراقيين) هناك على التعامل مع اختلافاتهم السياسية”، موضحة أن دور واشنطن في ذلك هو “في قدرتها على الدعم”.
وأشارت رايس إلى أن الشرق الأوسط في طور إعادة الترتيب بطرق تؤمّن للولايات المتحدة فرصاً جديدة، سمتها “بيئة استراتيجية جديدة”، مشيرة إلى أن الوقت قد حان “للدفع والضغط والاستشارة والتفكّر في اتجاه الطريقة التي يمكننا من خلالها الاستفادة من هذه البيئة الاستراتيجية الجديدة”.
ورأت رايس أن مروحة الصراعات في الشرق الأوسط كانتخاب “حماس”، والصراع بين حزب الله والحكومة اللبنانية، والنزاع في العراق، تمثّل “نقطة فرز” بين المتطرفين من جهة، ومن سمّتهم “العرب الذين ينتمون إلى المجرى العام”، من جهة أخرى.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)