وصل وزير الداخلية العراقي جواد البولاني الى دمشق أمس، في اول زيارة لمسؤول عراقي منذ اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 21 تشرين الثاني الماضي.وقال البولاني: إن المباحثات التي تجري اليوم مع المسؤولين السوريين، ستتمحور حول التعاون الأمني بين البلدين. وأضاف، فور وصوله الى دمشق قادماً من الأردن: «سنناقش الملفات المهمة بين الطرفين على خلفية ما نعانيه نحن ويعانيه الاخوة في كل المجالات، على ان يتضمن البحث الشكل الذي يحقق تعاوناً أمنياً يخدم مصلحة البلدين الشقيقين».
ورفض البولاني، الذي يرافقه وفد أمني كبير، الخوض في تفاصيل المعتقلين العراقيين في سوريا او العكس، وقال انه «خلال فترة طويلة بات هناك معتقلون من مختلف الجنسيات، وهنا لا نتكلم عن معتقلين سوريين وغير سوريين، لكن لدينا في السجون العراقية الكثير من المعتقلين».
ووفقاً لمصادر دبلوماسية عراقية، فإن العراق «يعلق اهمية على هذه الزيارة لجهة ضبط الحدود الطويلة المشتركة بين البلدين في وجه المتسللين من الاجانب والمتطرفين».
وقال وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد، الذي كان في استقبال نظيره العراقي: «ستكون هناك تفاهمات الغاية منها العمل على استقرار الامن في العراق، ونحن مستعدون للمساهمة في هذا المجال».
وأكد عبد المجيد أنه لا مشكلات أمنية مع العراق، مشيراً الى أن «دمشق سلّمت بغداد 1500 شخص حاولوا العبور عبر الحدود المشتركة». وقال لـ«يونايتد برس انترناشيونال» أمس: «لا خلافات أمنية بيننا وبين العراقيين لكي نحلها، لكن المشكلة أن هناك وضعاً أمنياً غير مستقر يجب أن نساعد كي يستقر».
ورداً على سؤال عن الاتهامات الأميركية والعراقية الرسمية أحياناً بشأن محاولة سوريا زعزعة امن العراق كديموقراطية ناشئة ودولة اعتدال، قال الوزير السوري: «لقد اتُّهمنا بالكثير من الأشياء ولا علاقة لنا بها أبداً».
وعن إمكان تسيير دوريات أمنية مشتركة على الحدود السورية ــ العراقية، قال عبد المجيد ان «ذلك يرتبط بطبيعة الطرح الذي سيقدمونه لنا، ومن جهتنا نحن جاهزون لأي طرح لنؤمّن الحدود». وأضاف «بالنسبة لنا، لدينا مراكز ترصد كل هذه المسائل وتضبط حالات تهريب عديدة».
وعن المعدّات التقنية والفنية التي طلبتها سوريا من الولايات المتحدة للمساعدة في ضبط الحدود، قال عبد المجيد «بالفعل طلبنا رادارات وأجهزة رؤيا ليلية لكشف التسلل. وفي الحقيقة لم نزوَّد أي شيء منها». وأضاف «سبق أن أخذنا سفراء ومندوبي وكالات الأنباء ليروا الاستعدادات والتجهيزات التي تستعين بها سوريا في ضبط الحدود على الأرض، ولم يتغيب عن هذه الزيارة سوى الجانب الأميركي».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي، سانا)