الصدر «يتبرأ» من كل شيعي يقتل سنياً والعكس
ينطلق في بغداد اليوم «مؤتمر القوى السياسية العراقية»، في ظل تفاقم الحالة الأمنية المتردية، والتي تتزامن مع سعي أميركي لتخطي مأزق الحرب، عبر درس تعديلات على الاستراتيجية العسكرية توازيها جهود سياسية لإعادة رسم خريطة التحالفات حول الحكومة العراقية.
وأعلن النائب عن «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» عباس البياتي أمس، أن بعثيين سابقين سيشاركون في المؤتمر الذي يأتي في إطار المصالحة الوطنية، موضحاً أن المؤتمر سيناقش إعادة عشرات الآلاف من الذين شملهم قانون اجتثاث البعث الى وظائفهم.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا الى هذا المؤتمر في الخامس من كانون الاول الجاري، أي بعد خمسة ايام من لقائه الرئيس الاميركي جورج بوش في عمان وقبل يوم واحد من اعلان تقرير لجنة بيكر ــ هاملتون.
وقال البياتي لوكالة «فرانس برس»، ان «البعث كحزب، هو محظور بموجب البند السابع من الدستور، لكن البعثيين كأفراد سيكون لهم حضور في المؤتمر». وأضاف «سيستمع المؤتمر الى رأي البعثيين السابقين وموقفهم، وعليه فإنه سيوسع من دائرة المصالحة لتشمل ضباطاً من الجيش العراقي السابق».
وأوضح النائب العراقي أن المؤتمر «سيحصر دائرة المشمولين باجتثاث البعث بحدود الفي شخص، أما باقي البعثيين السابقين، فهناك توجّه حكومي للتعامل معهم إما بشمولهم بالتقاعد او بإرعادتهم الى وظائفهم (ما لم يكونوا متهمين بجرائم حق عام)».
ولفت البياتي الى أنه «ليس هناك ما يمنع حضور الجماعات المسلحة للمؤتمر اذا ما وضعت السلاح جانباً، لكن المفاوضات السرية الجارية (بينها وبين الحكومة العراقية) قد تؤخر مشاركتها في العملية السياسية الى مرحلة لاحقة، وقد تعطي هذه المفاوضات ثمارها».
إلا أن المتحدث باسم المؤتمر نصير العاني، قال لـ«فرانس برس» ان هذه «الجماعات المسلحة» ستكون «ممثلة»، مشيراً الى أنه سيكون من بين المشاركين «من ينوب عنها».
وأكد العاني، وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الاسلامي (سني) الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، مشاركة «بعثيين» في المؤتمر. وقال «الجميع سيشاركون، لقد دعونا 200 الى 250 للمشاركة في المؤتمر، وشملت الدعوة شخصيات تقيم في الخارج، لكن قسماً منهم اعتذر عن المجيء بسبب الظرف الامني رغم تعهد الحكومة إيصالهم بسلام الى مكان المؤتمر».
وأوضح العاني أن المؤتمر سينقسم بعد افتتاحه الى ورش عمل تتناول العديد من الموضوعات من بينها بصفة خاصة مراجعة تطبيق «قانون اجتثاث البعث».
إلا أن مسؤولاً مقرباً من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أعلن أن «الكتلة الصدرية» متمسكة بموقفها ولن تشارك في المؤتمر اذا حضره «صدّاميون بعثيون وتكفيريون».
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «الكتلة الصدرية سبق أن اعلنت موقفها، وهو أنها ستقاطع هذا المؤتمر إذا حضر البعثيون الصدّاميون والتكفيريون الذين لطخت اياديهم بدماء العراقيين، ولن يطرأ اي تغيير على هذا الموقف، وإذا حضر هؤلاء فإن الكتلة الصدرية ستقاطع هذا الاجتماع».
كما اعلنت «هيئة علماء المسلمين»، أبرز الهيئات الدينية للعرب السنة، أن «الهيئة لا تشارك في مؤتمر مصالحة مع الحكومة».
من ناحية أخرى، أعلن الصدر تأييده للمؤتمرات الداعمة للسنة في العراق، ووصفها بأنها «تريد انتشالهم من بؤر الاحتلال والبعثيين العفالقة وبعض من ناصب اهل السنة العداء، لنعيش نحن المسلمين في عراق موحد ونسعى لمجتمع ايماني متكامل».
وقال الصدر، في بيان وزع على المصلين في مسجد الكوفة أمس، إنه «بريء ممن ينتهجون القتل الطائفي»، مضيفاً «انني براء من كل شيعي يقتل سنياً، وبراء من كل سني يقتل شيعياً، ومن يفعل ذلك فهو عدو الله».
إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده وإصابة اثنين آخرين منذ الثلاثاء الماضي، في اكثر من حادث في محافظة الأنبار.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، الأخبار، أ ب)