يحيى دبوق
أولمرت: لا مفاوضات مع سوريا بلا موافقة أميركية
انقسام إسرائيلي حول دعوات الأسد السلمية... ونتنياهو يقترح القبول بها بشروط


انقسمت القيادة الإسرائيلية أمس حول دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إجراء مفاوضات مع إسرائيل؛ ففي وقت أعلن رئيس الوزراء إيهود أولمرت عن رفضه لهذا العرض، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يؤخذ على محمل الجد إلا إذا توقفت دمشق عن دعم حزب الله وابتعدت عن إيران، أعرب وزير الدفاع عامير بيرتس عن تأييده لدراسة الدعوة السورية، فيما طالب زعيم الليكود بنيامين نتنياهو بقبولها، وإن بشروط.
وقال أولمرت أمس إن «إسرائيل لن تفاوض سوريا من دون موافقة الولايات المتحدة»، متسائلاً عن «معنى تصريحات الرئيس السوري الأخيرة ودعوته إلى تجديد التفاوض وتزامنها مع توصيات لجنة بيكر ــ هاملتونوقال أولمرت، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة أمس، إن «إسرائيل لن تفاوض سوريا من دون موافقة أميركية، فعندما يقوم رئيس الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل، بالحرب دفاعاً عن سياساته في كل حلبة، ومن ضمنها الحلبة الداخلية، فهل من المناسب في هذا الوقت بالذات ان تقول إسرائيل العكس؟».
وكرر أولمرت شروطه للحوار مع سوريا، التي أعلن عنها في مناسبات عديدة في الآونة الأخيرة، وهي «وقف التعاون السوري مع التنظيمات الفلسطينية وحزب الله وإيران»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير «أيضاً، عاد خائب الأمل من زيارته (الاخيرة) لدمشق».
وتابع أولمرت: إن «السؤال يتعلق بلماذا يطلق الأسد هذه التصريحات الآن بالذات، بعد نشر تقرير بيكر وبعدما أعلن الرئيس بوش موقفاً حازماً في الموضوع السوري، وبعدما طالب المجتمع الدولي بوقف التحريض على حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة في لبنان؟».
وأيد نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز موقف أولمرت. وقال إنه «لا يوجد عمل أسوأ من الخروج ضد الموقف الأميركي وبدء اتصالات مع الأسد، فقط لأنه يريد إنقاذ نفسه من مصيبة»، في إشارة إلى الرأي الإسرائيلي السائد بأن الأسد ينوي تخفيف الضغوط الدولية عنه من خلال بدء مفاوضات مع تل أبيب.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي، لصحيفة «هآرتس»، إنه بحسب رأي الجهات الاستخبارية في إسرائيل، فإن «النظام السوري لن يقطع علاقته بإيران وحزب الله ومنظمات الإرهاب الفلسطينية، حتى مع انسحاب إسرائيل من الجولان»، مضيفاً ان «أولمرت يرى أن «خطر الحرب يتزايد إذا لم تستجب (سوريا) لطلبات إسرائيل، بل لا فائدة من إجراء مفاوضات في وضع لا يتأكد فيه أن السوريين سيغيرون سلوكهم».
ورغم الموقف المتصلب الذي أبداه كل من أولمرت وبيريز في جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، إلا أن وزير الدفاع عامير بيرتس طالب بأن تقوم إسرائيل بدراسة معمقة للتصريحات السورية وتحديد موقف رسمي منها. وقال: «يجب دراسة التصريحات، فالموضوع يستحق الدراسة المعمقة، ويتعين علينا اتخاذ قرارات بشأن معاني الساحة السورية وسلم الأولوية الذي نخصصه لها، فهل هي هامة بما يكفي للدخول في مفاوضات، وهل نرى فيها أهمية استراتيجية كبرى كي نعزل سوريا عن المحور الراديكالي ومنعها من التعاون مع حزب الله؟».
وأضاف بيرتس، للإذاعة الإسرائيلية العامة، انه «من جهة يجب فحص استعداد سوريا لوقوع مواجهة (مسلحة)، ومن جهة ثانية لا يجب رفض أصوات السلام» الصادرة عنها.
أما وزير البنى التحتية بنيامين بن العيزر فقال من جهته إنه «لا يكفي الدعوة إلى الحوار، يتعين على سوريا أن توقف إرسال الصواريخ إلى حزب الله، إن سوريا تدفع الأمر إلى نقطة اللاعودة».
وقال عضو الكنيست عن حزب العمل عامي أيلون، والأوفر حظاً لترؤس الحزب، إنه «لا ينبغي رفض دعوة سوريا إلى الحوار، وإسرائيل لا يمكنها التراجع عن موقفها القائل بوجوب الحوار مع كل من يرغب به من دون شروط مسبقة، لكن على سوريا أن تقطع علاقتها بالإرهاب وبإيران».
كذلك، قال عضو الكنيست عن حزب العمل والرئيس السابق لجهاز الموساد داني ياتوم إن على «رئيس الوزراء أن يتحلى بالقيادة والاستجابة لتحدي السلام الذي تضعه سوريا، وممنوع على إسرائيل رفض هذا العرض، إذ فقط من خلال المفاوضات يمكن حل مشكلة الإرهاب والحروب في المنطقة».
في المقابل، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس مواقف مفاجئة لرئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي قال في أحاديث وصفتها الصحيفة بالمغلقة، إنه لا يرفض إجراء مفاوضات مع سوريا، و«على إسرائيل أن تحادث سوريا وأن تفاوضها مفاوضات سلمية».
وأكد نتنياهو، بحسب الصحيفة نفسها، أنه يمكن بدء مفاوضات مع سوريا، لكن مع خضوعها سلفاً لأربعة شروط: «أن تنفصل عن محور الشر مع إيران؛ وأن توقف نقل السلاح من أرضها إلى حزب الله؛ وأن تغلق مقارّ القيادات الإرهابية على أرضها؛ وأن تنسق إسرائيل عملية التفاوض مع الولايات المتحدة».
وأضاف نتنياهو ان «سوريا بحاجة إلى اتفاق سلام مع إسرائيل لا يقل بل يزيد على حاجة إسرائيل إليه، وإذا أرادت الانفصال عن محور الشر مع إيران وأن يقبلها الغرب، فعليها أن تتخلى عن مطالبها التقليدية والمتشددة من إسرائيل».