بدأ الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس جولة خارجية قادته إلى اليمن والإمارات، قبل انتقاله اليوم إلى موسكو، حيث من المتوقّع أن تهيمن الأوضاع في لبنان وفلسطين على مباحثاته.وذكر مصدر رسمي يمني في عدن أن الأسد والرئيس اليمني علي عبد الله صالح ناشدا الفلسطينيين المحافظة على وحدتهم، وطالبا اللبنانيين بتجاوز خلافاتهم.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن “الأوضاع في الأراضي الفلسطينية احتلت الصدارة في المباحثات، حيث شدد الجانبان على أهمية أن يحافظ الفلسطينيون على وحدتهم الوطنية وعدم الانزلاق في أي مواجهات”.
وبشأن الوضع في لبنان، قال المسؤول إن صالح والأسد شدّدا “على أهمية وقف التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني، وحثّا اللبنانيين على حلّ خلافاتهم بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأن يكون الحل بالتوافق بين جميع الأطراف”.
أما بشأن العراق، فقال المصدر نفسه إن الرئيسين “سيعملان من أجل وجود جهد عربي مشترك لمساعدة العراقيين على الخروج من محنتهم والوصول الى مصالحة وطنية”.
وقالت مصادر رسمية يمنية إن مباحثات صالح والأسد تركزت أيضاً على تعزير سبل التعاون الثنائي بين البلدين، وخصوصاً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يكفل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
وشدد الجانبان على تكثيف جهود البلدين وتنسيق مواقفهما في سبيل تقوية وحدة الصف العربي وتعزيز التضامن العربي، بما يمكّن الأمة من مواجهة التحديات الراهنة وكذا في كل ما من شأنه خدمة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتأتي زيارة الأسد إلى اليمن بعد يومين من زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش، الذي انتقد في أعقابها الدور السوري في لبنان، وتوقّع أن ينقل الرئيس اليمني القلق الأميركي من هذا الدور إلى الرئيس السوري.
وانتقل الأسد من اليمن إلى أبو ظبي، حيث التقى الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن اللقاء تطرق إلى سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين واستعراض آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. ونقلت “وام” عن الرئيسين تأكيدهما الحرص على “تفعيل أواصر التعاون المشترك بين البلدين، وخاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بما يعود بالخير والمنفعة على الشعبين، كما أكدا حرص بلديهما على ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك والتشاور والتنسيق في كل ما يهم الأمة العربية وشعوب المنطقة”.
ونسبت الوكالة إلى الأسد قوله إن الزيارة “تأتي في إطار الحرص على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين بما يسهم في فتح آفاق التعاون والتنسيق المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية”.
ومن المقرر أن يبدأ الأسد اعتباراً من اليوم الإثنين زيارة عمل إلى موسكو، يجري خلالها مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تتمحور حول الوضع في لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية.
وعلّقت الصحف الروسية على الزيارة بالقول إن “موسكو تسعى بكل الوسائل إلى استعادة دور اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط”، من خلال المساهمة في إيجاد حلول لمشاكل المنطقة.
ورأت الصحف أن “سوريا هي بلد أساسي في المنطقة، وهذا الواقع تقرّ به، ليس فقط روسيا، بل أيضاً الولايات المتحدة التي ترى أنه من غير الممكن حل الوضع في العراق من دون الاتصال بدمشق”.
وكتب رئيس تحرير مجلة “روسيا في السياسة العالمية”، فيدور لوكيانوف، أن روسيا “تريد أن تمارس وحدها دور المحاور الأساسي مع بشار الأسد”.
ويسعى البلدان الى زيادة تبادلهما التجاري إلى 600 مليون دولار مقابل 30 مليوناً حالياً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)