طهران ـــ محمد شمص
خلافاً لبعض التوقعات التي رافقت الحملات الانتخابية، وعمليات الاقتراع في انتخابات المجالس المحلية ومجلس الخبراء التي جرت في ايران الجمعة، أصيبت شعبية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، بانتكاسة، وفق ما أظهرته النتائج الأولية أمس، فيما لوحظ فوز العديد من النساء في الانتخابات البلدية

أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية لانتخابات المجالس البلدية والمحلية في إيران فوزاً كبيراً لصالح لائحة الأصوليين المبدئيين (اصولكرا) من التيار المحافظ، التي يتزعمها السيد مهدي شمران، والمدعومة من جانب الرئيس الحالي لمجلس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، الذي كان منافساً صعباً للرئيس أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الماضيةوحصد الأصوليون في طهران غالبية المقاعد البلدية، أي ثمانية من أصل خمسة عشر مقعداً، فيما حصل الإصلاحيون على ثلاثة مقاعد فقط، محرزين بذلك تقدماً ملحوظاً قياساً الى الانتخابات السابقة التي منيوا فيها بهزيمة كبرى. وهذه النسبة، أي حوالى عشرين في المئة، تنسحب على غالبية المدن والمحافظات، وهي مرشحة للارتفاع مع اقتراب عمليات فرز الأصوات من الانتهاء، بحسب مصادر الإصلاحيين.
أما لائحة “العطر الزكي لخدمة الشعب”، المدعومة من الحكومة وأنصار نجاد، فقد حصلت فقط على ثلاثة مقاعد في المجلس البلدي لطهران، وذلك خلافاً للتوقعات، مما مثّل مفاجأة للمراقبين، ذلك أن تقدم الأصوليين جاء على حساب أنصار الرئيس، ما يؤشر إلى بروز هذه القوة السياسية الشعبية الصاعدة باعتبارها الأقوى والأوسع تمثيلاً ويؤسس لواقع سياسي جديد تمهيداً ليكون هذا الفريق في المستقبل صاحب الحظ الأوفر في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بالطبع، على حساب فريق “إعمار إيران” الذي يحظى بغالبية المقاعد في البرلمان الحالي برئاسة غلام علي حداد عادل. وفي اعتراف ضمني بالإخفاق يعكس خيبة أمل الإصلاحيين من نتائج الانتخابات، عقد أمس اجتماع ثلاثي ضم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني لتدارس آخر المستجدات والنتائج شبه النهائية في الساعات الأخيرة لعمليات فرز الأصوات.
وأعرب المرشحون الإصلاحيون للانتخابات البلدية في طهران عن القلق للتأخر في إعلان النتائج معتبرين المهلة غير عادية.
واحتجّ المرشحون الإصلاحيون، في رسالة الى رئيس البرلمان، على ما سمّوه غموض عمليات الفرز، مطالبين إياه بالتدخل السريع لمنع أي عملية تزوير أو خرق للقوانين واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على نزاهة الانتخابات.
ونقلت وكالة «مهر» فحوى الرسالة التي جاء فيها أن «المراقبين طردوا من مراكز الفرز» و«في بعض الحالات نقلت صناديق الاقتراع بعد بدء العمليات الى أماكن سرية».
وتحدثت الرسالة أيضاً عن «اختفاء» بعض صناديق الاقتراع، مضيفة أن «رفض المسؤولين إعلان عدد الناخبين يترك الباب مفتوحاً للمخالفات».
وكان مسؤول في وزارة الداخلية قد ذكر أن نتائج طهران ستعلن «بعد ثلاثة ايام».
اما بشأن النتائج شبه النهائية لمجلس الخبراء، فقد حقّقت قائمة “الجامعتين” من التيار المحافظ فوزاً ساحقاً عى قائمة “الاعتماد الوطني” الإصلاحية وحصدت الغالبية العظمى من مقاعد المجلس الستة والثمانين. وفي مقدمة الفائزين، رفسنجاني وحسن روحاني ومصباح يزدي، الذي ينظر اليه على أنه المرشد السياسي لنجاد.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الايرانية أن اثنين من المرشحين، يصفهما رجال دين بأنهما من حلفاء مصباح يزدي، خرجا من المنافسة في طهران. وخسر ثلاثة من أنصاره في مناطق أخرى لكنّ واحداً على الأقل فاز بمقعد. وقال محلل سياسي إيراني “إنها لطمة لنجاد وقائمة مصباح يزدي تبين أن عليهم إفساح مكان لمحافظين آخرين. لكن لا أعتقد أنهم سيعون الدرس”.
وحصل رفسنجاني في طهران على أكثر من مليون ومئتين وواحد وستين الف صوت وهو رقم قياسي، علماً بأن رفسنجاني مني بهزيمة قاسية أمام منافسه نجاد في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية في وزارة الداخلية محسن رضوي أن نسبة المشاركة في الانتخابات تجاوزت الستين في المئة وأن عدد المقترعين بلغ أكثر من ثمانية وعشرين مليون ناخب، وهي نسبة مرتفعة جداً قياساً الى سابقاتها من الانتخابات.
وقد رأى نجاد أن هذه المشاركة الانتخابية الواسعة “خير دليل على ولاء الشعب الإيراني لثورته الإسلامية”، ذلك أنه “استطاع بوعيه السياسي وبذكائه وحنكته إفشال محاولات الأعداء الرامية الى تثبيط العزائم والمعنويات”، مضيفاً إن “الشعب الإيراني هو الفائز”.
وقد فاز العديد من الايرانيات في الانتخابات البلدية في عدد من مدن الأقاليم، حسب ما أوردت وسائل الإعلام الإيرانية أمس؛ ففي مدينة شيراز، فازت الطالبة فاطمة هوشمند (25 عاماً) القريبة من الإصلاحيين في انتخابات المجلس البلدي.
وفي اراك في وسط البلاد، تصدرت رئيسة مصلحة شباب «جبهة المشاركة» الإصلاحية فريبة اباقيري لائحة المرشحين في هذه المدينة.
وفي أردبيل وزمجان وهمدان شمالي غربي إيران، حصلت النساء أيضاً على أكبر نسبة من الأصوات.
وترشحت اكثر من سبعة آلاف امرأة من أصل 235 الف مرشح لشغل نحو 113 ألف مقعد في المجالس البلدية.