جددت طهران أمس تمسكها ببرنامجها النووي، متحدية صدور أي قرار دولي يفرض عقوبات عليها، فيما رحب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بإعلان دول الخليج عزمها الحصول على التقنية النووية، عارضاً عليها مساعدة طهران في هذا المجال. وأبلغ الرئيس الإيراني المبعوث الخاص لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، محمد ضيف الله شرار ، أن “إيران مستعدة لتقديم خبراتها القيمة ومنجزاتها في (مجال) التكنولوجيا النووية السلمية إلى دول المنطقة”، مبدياً ترحيب طهران بإعلان مجلس التعاون الخليجي عن رغبته في إنتاج الطاقة النووية، في ختام قمته التي عقدت في الرياض الأسبوع الماضي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، «أن بلدان مجلس التعاون، وأمينها العام (عبد الرحمن العطية) أعلنت مرات عديدة بأن من حق البلدان الأعضاء في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، وقد دعمت حق إيران في هذا المجال»، مضيفاً أن بلاده أعلنت أيضاً أنها قادرة على أن تضع إمكاناتها لمساعدة البلدان الراغبة في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية.
وقال حسيني إن “إيران لن تتخلى عن نشاطاتها النووية السلمية حتى إذا صدر قرار ضدها”، مشيراً في مؤ‌تمره الصحافي الأسبوعي إلى أن «إيران أكدت مراراً وتكراراً أن أسلوب المفاوضات هو الطريق الأفضل لإزالة الغموض».
وأوضح حسيني أن “النشاطات النووية الإيرانية ذات طبيعة سلمية وتقوم على أسس عقلانية وإنسانية وحقوقية ومتطابقة مع القوانين الدولية، لكن مواقف الغربيين إزاء هذه النشاطات السلمية لم تتسم بالعقلانية”.
من جهته، قال وزير الخارجية منوشهر متكي أمس إن إصدار أي قرار بفرض حظر على إيران “نعتبره عملاً عدائياً”. وقال متكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرميني وارطان أوسكانيان في طهران، إن “أي قرار بفرض حظر على إيران لا أثر له”، معرباً عن أمله في أن تعود دول الطرف الآخر (المعنية بالملف الإيراني) الى طاولة المباحثات».
وأعرب متكي عن اعتقاده بأن قطع المباحثات قبل الانتخابات الأميركية هو لأغراض سياسية، مشدداً على وجوب إعادة النظر في هذا الأمر ومواصلة المباحثات من حيث قطعت. وأضاف ان «هناك حلاً شاملاً لمعالجة كافه التساؤلات والغموض المحتمل».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعرب أول من أمس في موسكو عن أمله في أن يتمكن مجلس الأمن من التوصل الى إجماع إزاء أزمة البرنامج النووي الإيراني قبل نهاية العام الجاري.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء عن لافروف قوله “أعتقد أنه من الممكن التوصل الى إجماع إذا ما تحلى شركاؤنا بالواقعية ولم يتمسكوا بمواقف معينة، نرى أنها لا ترتبط بالمهمة التي نسعى جميعاً من أجل دفعها ـ أي إقناع إيران بالتفاوض، وليس محاولة معاقبتها”.
ويناقش مجلس الأمن بناءً على اقتراح من الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) فرض عقوبات على إيران بعد رفضها وقف التخصيب.
وفي تداعيات المؤتمر الدولي بشأن المحارق النازية، الذي عقد في طهران الأسبوع الماضي، رأى متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن “ردود أفعال بعض البلدان ووسائل الإعلام الغربية إزاء منتدى الهولوكوست، غير عقلانية، حيث إن هذا المنتدى كان ذات طبيعة بحثية، وأن كافة الذين شاركوا فيه كانوا من المفكرين والباحثين الذين يحملون أفكاراً إزاء‌ه”. وأوضح أن “هذا المنتدى لم يكن بصدد نفي أو إثبات قضية محرقة اليهود الهولوكوست، بل إن الهدف من ورائه هو إيجاد الأرضية لتقديم وجهات نظر أصحاب الفكر وتقديم أبحاثهم في هذا الموضوع”.
(يو بي آي، رويترز، أ ب)