واشنطن ــ محمد دلبح
أكدت دراسة اقتصادية جديدة أن الولايات المتحدة تستخدم الميزانية الخاصة بالمساعدات لرشوة الدول غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، التي كثيراً ما يكون تصويتها على مشاريع القرارات مهماً بالنسبة للإدارة الأميركية.
وتقوم واشنطن بذلك عبر منح هذه الدول أموالاً نقدية تصل إلى 59 في المئة من ميزانية المساعدات خلال السنتين اللتين تمضيانها هذه الدول في عضوية المجلس.
وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن دراسة مفصلة أجراها الباحثان في جامعة هارفارد الأميركية إليانا كوزيمكو وإريك ويركر، كشفت الحيلة الأميركية استناداً إلى استقراء بيانات مؤكدة على مدار 50 سنة.
وقد أثارت دراسة جامعة «هارفارد» القوى والمنظمات العالمية المناهضة للفقر، والتي أعربت عن استيائها وغضبها البالغ من هذه العملية.
وقال غرين دنكان، من منظمة «أوكسفام»، «كان يجب على الدول الغنية أن تستعمل أموالها في مساعدة الفقراء ومن يحتاجون الأموال، وليس كوسيلة لتمرير رغبات سياسية»، مضيفاً أن «الدول الغنية تمطر الرشى على حكومات الدول النامية التي تفوز بمقعد في مجلس الأمن الدولي من أجل كسب صوتها على القرارات السياسية التي يراد المصادقة عليها».
وتشكو المنظمات الخيرية الدولية، في أغلب الأحيان، من أن الولايات المتحدة تستعمل مساعداتها المالية كأداة سياسية، وهو ما تشكك بقوة في أن الميل لتقديم مساعدات للدول الفقيرة خلال مؤتمر قمة «مجموعة الدول الثماني» في اسكتلندا السنة الماضية، كان ميلاً كاذباً. وكشفت الدراسة عن حصول الدول، التي تحظى دورياً بعضوية مجلس الأمن، على مبلغ يربو على 15 مليون دولار إضافية من الولايات المتحدة.
وتتضاعف استفادة الدول غير الدائمة العضوية مالياً من الولايات المتحدة خلال الأزمات الساخنة، التي تكون واشنطن طرفاً مباشراً فيها.
ويتشكك خبراء في صدق ادعاءات الولايات المتحدة أنها تريد الإصلاح. ويقول ديفيد وودورد، من «مؤسسة الاقتصاديات الجديدة»، الذي يعدّ تقريراً عن الدراسة لنشره في مجلة «لانسيت» الطبية البريطانية المعروفة، إن العقبة الكبرى في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما هي الحال في الأمم المتحدة، هي أن دولاً تمتلك الآن القوة يمكنها أن تستخدمها لمنع الإصلاح وهي بالفعل تفعل ذلك».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، الذي تنتهي ولايته رسمياً مع نهاية العام الجاري، أعرب، في خطابه الوداعي الأسبوع الماضي، عن إحباطه إزاء الأسلوب الذي تستخدمه الولايات المتحدة لتمرير سياساتها عبر الأمم المتّحدة.