القاهرة ــــ عبد الحفيظ سعد
أحال مجلس الشعب المصري أمس ملف العرض شبه العسكري الذي قام به طلاب الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر، إلى لجنة مشتركة من لجان الأمن القومي والتعليم والشؤون الدينية، وذلك بعد مواجهات بين نواب الحزب الوطني الحاكم ونواب كتلة «الإخوان».
ووجّه نواب «الوطني» استجواباتهم إلى رئيس الحكومة أحمد نظيف باعتباره الوزير المسؤول عن الأزهر، بحسب قرار تأليف الحكومة. وأصدروا بياناً دانوا فيه عرض «الإخوان» ووصفوه بأنه «ميليشيات مسلحة تهدّد أمن الوطن وتثير فزع المواطنين».
ورد نواب «الإخوان» ببيان مضاد تبنوا فيه الدعوة إلى تأليف لجنة تقصي حقائق لبحث ما حدث في جامعة الأزهر. ورفض البيان وصف ما حدث بأنه «عرض عسكري لمليشيات»، ورأوا ان ما تمّ عرضٌ رياضي نفذه طلاب من كلية التربية. ورفض نواب «الإخوان» إدانة العرض، إلا أنهم اعتذروا عنه.
وسعى نواب «الإخوان» إلى محاولة اغلاق موضوع العرض العسكري في جامعة الأزهر، ودعوا البرلمان إلى احالته على لجنة التعليم، وهو ما رفضه نواب الحزب الوطني، على اعتبار «أن عرض الإخوان ليس موضوعاً تعليمياً فقط، لكنه يخص الامن القومي».
إلا أن رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور تدخّل ليحسم المواجهة، مشدداً على أنه لا مساس بالعملية التعليمية، ورفض إقحام السياسة في التعليم وقرر تحويل الأمر إلى اللجنة المشتركة.
من جهة ثانية، تركّزت البيانات العاجلة لنواب «الإخوان» في شأن حملة الاعتقالات التي طالت نائب المرشد خيرت الشاطر، و180 من قادة الجماعة وطلابها.
وقال نائب رئيس كتلة «الإخوان» حسين محمد إن «الهدف من اعتقال الشاطر سياسي، وإن الحزب الوطني يستغل أجهزة الامن لتصفية حساباته مع المعارضين السياسيين، والجميع يعرف أن الإخوان المسلمين ضد العنف وتمثل الجسم الرئيس للمعارضة المصرية».
إلى ذلك، تحوّلت تظاهرة لأولياء أمور الطلاب المعتقلين إلى مناشدة للسلطات للإفراج عنهم، حرصاً على مستقبلهم.
كما أصدرت مشيخة الأزهر بياناً أمس عبّرت فيه عن صدمتها لما حدث في ساحة الجامعة. وأعلن الأزهر، في البيان الذي وقعه محمد سيد طنطاوي، عن استنكاره الشديد لما حدث، ورفضه «لهذا الانفلات غير المسبوق الذي قامت به فئة من طلابه ممن ينتمون إليه اسماً، لكنهم يتنكرون له فكراً وسلوكاً».
وحذر الأزهر طلابه «من خطر الانسياق وراء دعاوى باطلة تدعمها تيارات أو تنظيمات أو جماعات سياسية تتستر وراء شعارات دينية، بهدف تحقيق مآرب خفية غير معلنة، لا تمت إلى تعاليم الإسلام بأدني سبب».