غزة ــ رائد لافي
لم يحل اتفاق «الهدنة» بين حركتي «فتح» و«حماس» دون تجدد الاشتباكات بينهما أمس في أكثر من موقع في قطاع غزة، حيث قتل عنصر من «فتح» وأصيب أكثر من 10 أشخاص، فيما تبادل طرفا النزاع عمليات خطف قياديين في الحركتين، طالت إحداها الوزير السابق لشؤون الأسرى سفيان أبو زايدة.
وترافق التوتر الميداني مع تشنج سياسي عبرت عنه الحرب الكلامية بين مسؤولي «فتح» و«حماس»، التي لم يستبعد رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الحرب الأهلية، محملاً «فتح» مسؤوليتها. وقال مصدر طبي فلسطيني إن أحمد زيادة، وهو في العشرينيات من عمره، قتل إثر إصابته برصاصة خلال اشتباك في مخيم جباليا.
وقال المتحدث باسم «فتح»، عبد الحكيم عوض، إن «أفراداً من كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) قاموا بمحاصرة جمعية الحياة والأمل الخيرية ثم اقتحموها وقاموا بإطلاق النار، ما أدى إلى استشهاد عضو في فتح وإصابة خمسة آخرين».
وقال عوض إن حماس «تقوم بخرق الاتفاق حيث قامت بخطف خمسة من أعضاء حركة فتح في جباليا ومناطق أخرى في شمال قطاع غزة». وأشار إلى أن «بين المخطوفين هلال ياغي، شقيق النائب عن فتح علاء ياغي، وأحمد المدهون، أحد أقارب سميح المدهون القيادي البارز في كتائب شهداء الأقصى».
وأقرّ عوض بأن حركته خطفت أشخاصاً من «حماس». وقال: «لا مانع لدينا من إنهاء الموضوع، لكن هذا يرتبط بموقف حماس الرافض للإفراج عما لديها من مخطوفين».
في المقابل، نفى المتحدث باسم «حماس»، إسماعيل رضوان، هذه التهم، وقال إن «مجموعات من فتح هي التي بدأت بالخروق بخطف القيادي عماد الديب، ما أدى إلى التوتر وتبادل عمليات الخطف، وكذلك تبادل إطلاق النار» بين مسلحين من الحركتين.
وأضاف رضوان إن عماد الديب، العضو البارز في كتائب القسام، وعضواً آخر في الحركة خطفا في جباليا.
ومع حلول المساء، أعلن متحدث باسم «فتح» أن مسلحين تابعين لحركة «حماس» اختطفوا القيادي في الحركة سفيان أبو زايدة، الذي شغل منصباً وزارياً في حكومة رئيس الوزراء السابق أحمد قريع.
وأطلق مسلحون مجهولون أمس النار على المواطن إسماعيل محمد هنية (27 عاماً) واصابوه بجروح، قبل أن يختطفوا سائق السيارة التي كان يستقلها شمالي قطاع غزة.
وكان ثمانية طلاب من أنصار الحركتين أصيبوا جراء التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة في حي النصر في مدينة غزة. وسبق ذلك، إصابة طفل بعيار ناري في الرقبة، عندما تزامن ذهابه إلى المدرسة في حي التفاح في المدينة مع اشتباكات مسلحة بين الحركتين.
واتهم وزير الداخلية، سعيد صيام، «أيدي خارجية بتأجيج الصراع بين الفلسطينيين»، مشيراً إلى أن «الحكومة ليست في موقع الاتهام، بل في موقع الاستهداف الداخلي والخارجي».
وقال صيام، في مؤتمر صحافي، إن «هناك مخططاً إعلامياً من قبل حركة فتح لاستهداف وتشويه صورة وزارة الداخلية وتحميلها مسؤولية الفوضى والفلتان».
وجدد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية دعوته الرئيس محمود عباس إلى سحب قواته الأمنية من شوارع غزة، قائلاً إن «نشرهم يهدد الهدنة الهشة بالفعل».
إلى ذلك، قال خالد مشعل، لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، إنه «إذا اندلعت حرب أهلية، فلن تكون خطأ حماس»، مؤكداً أن الحركة ستبذل كل ما في وسعها لتفادي حدوث ذلك. وأضاف أن حركته ستقاطع الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة، التي دعا إليها عباس، مشدداً على أن حماس «ستستخدم الوسائل السلمية كافة لمنع إقامة أي انتخابات».